الوصف
859 عدد المشاهدات
يروي من خلاله قصة مدينة تسلل إليها دعاة الشر، وهي ذات تجارة رائجة. يعيش أهلها في رفاهية، دخلوا في زي معلمين دراويش، وأخذوا يسقون الطلبة من سمومهم وأفكارهم الشريرة المتلفقة بالدين..فتمكنوا من الوصول إلى عقول الشباب، وشبوا على موالاتهم، حتى جاء اليوم المعلوم، فثارت ثورة الناس، ومنهم بعض المغرر بهم، ودخل الجميع في حرب أهلية سفكت فيها الدماء ودمرت المدن وتفرق القوم، فهجر المدينة أكثر أهلها من كثرة النهب والدمار، «ولم يعد إلى مدينتنا إلا منذ سنوات قليلة، ونحن نحاول إعادة ما كنا فيه من نعمة وغنى، ولكن هيهات أن يعود سريعاً، فلا بد أن نصبر عقوداً من الزمن.. لكننا بالإصرار استطعنا أن نهزم الأشرار، وأن نخرجهم من ديارنا وإن كانوا من لحمنا ودمنا». من خلال قراءة سريعة لكتاب بن حويرب، تجد أن ما جاء فيه إنما ينطبق بشكل كبير على الوضع السياسي الراهن في الوطن العربي، حيث تميزت سردية النص بمتانتها، لا سيما أن بن حويرب قد رصعه بأبيات شعرية حملت في قلبها معاني عميقة. بحسب ما يذكره الدكتور صلاح فضل الذي تولى التقديم للكتاب، تميز بالبنية الفكرية لهذا النوع من السرد، فهي تقوم على غلبة الحجاج المنطقي والعاطفي لاستخلاص الدلالات المركزية، وبلورة المغزى الكلي من داخل دينامية الحدث ذاته