أجوبة عن أسئلة وردت للمؤرخ جمال بن حويرب

block-2 الخليج العربي مجلة مدارات ونقوش – العدد 7 محتويات المجلة

 1,370 عدد المشاهدات

السؤال الأول: ينتشر في الشعر الشعبي مفردة «الكون» فما معناها؟ وهل لها جذور في الفصحى؟
ع.ب.السعودية 

الجواب:

 الكون» في اللغة الشعبية تعني الحرب وقد شاع في الشعر والنثر كثيراً ومنه قول الشاعر الكبير الخلاوي:
   من عوّد الصبيان ضربٍ بالقنا
            نخوه يوم الكون يابا العوايد

ويقول الشاعر مبارك العقيلي:       

بطي عميد الفخر من ساد الأقران
         بالجود والماجود ووروده الكون

وفي الوثائق القديمة أيضاً تجد هذه المفردة عند الحديث عن الحروب وقد تلاشت هذه الأيام.
وأصل هذه المفردة فصيح، ولقد تطوَّرت عبر القرون حتى دخلت اللغة الشعبية في الجزيرة العربية بعد زوال الفصحى، قال ابن منظور في «لسان العرب»: «الكَوْنُ: الحَدَثُ» فأي حدثٍ يكون كوناً ويقال كان يكون كينونةً، وأي حدثٍ أكبر من الحرب، وقد جاءت إشارة إلى نفس المعنى الذي نعرفه للكون عند الزمخشري في معجمه أساس البلاغة فقال: «ومن المجاز: خرجوا يسترجفون الأرض نجدةً وأرجفوا في المدينة بكذا إذا أخبروا به على أن يوقعوا في الناس الاضطراب من غير أن يصح عندهم والإرجاف مقدّمة الكون». فكأنه يعني بالكون الفتنة والحرب.

السؤال الثاني: ما الفرق بين المصدر والمرجع؟ وما الدول التي كانت معاصرة للحروب الصليبية؟ وأي من الدول الإسلامية قاومتهم؟

س.م. مكة المكرمة
الجواب
:

المصادر هي المراجع كما يقول العلماء، وهي مفردات محدثة وأصلهما من الصدور من الماء بعد الشرب، والمرجع من الرجوع إلى الشيء. وهناك من يفرّق بينهما فيقول: إنَّ المصدر هو كتاب خاص بالعلم الذي يدور حوله البحث، أما المرجع فهو كتاب عام خارج المبحث، وبعضهم يقول: إنَّ المصادر كتب لم يؤلف مثلها قبلها، والمراجع هي التي تأخذ من المصادر، ولكن كل هذا تكلّف والصواب أنَّ المصدر والمرجع بمعنى واحد.
أمّا الدول التي كانت معاصرة للحروب الصليبية فهي الدولة العباسية والفاطمية والزنكية والأيوبية والحفصية والمماليك والسلاجقة والمرابطين والموحدين، وقد اشترك في صدّ الصليبين كل الدول المذكروة من سنة 490 حتى 670 هـ، وكانت النتيجة دحر العدوان وانتصار إسلامي كبير. 

السؤال الثالث: تشيع في لهجتنا كلمة شبرية، فما معناها؟
عبدالله. الإمارات

الجواب:

 سئلت كثيراً عن معنى الشبرية، وهو موضوع محيّر لمن لم يشاهد السُّرُر القديمة، فهي لا ترتفع عن الأرض مقاس شبر، والشبر معروف وهو ما بين الإبهام والخنصر إذا باعدت بينهما ولهذا سمّيت شبرية، ولا يسمّى السّرير المرتفع شبرية، ولكن من كثرة استخدام هذا الاسم سمّى الناسُ عندنا كلَّ سرير شبرية؛ لأنَّ هذا النوع من السُّرر انتهى مثل قولنا روبية للدرهم؛ لأنَّ آباءنا كانوا يستخدمون الروبية الخليجية وبقيت في اللهجة حتى اليوم. 

السؤال الرابع: هل وصل العثمانيون إلى دولة الإمارات؟
محمد أحمد. الكويت
الجواب:
لم يكن للعثمانيين وجود في منطقة الخليج العربي، اللهمّ إلا بعض الحوادث البحرية قديماً مع البرتغاليين على فترات متفاوتة، وأوَّل وجود لهم جاء بعد حملة مدحت باشا ووصوله إلى منطقة الأحساء عام 1871م؛ فقاموا بتعيين الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني قائم مقام في الدوحة، وزوّدوه بأعلام عثمانية وجنود أتراك ليستقيم له الأمر، وكان بعض من قبيلة القبيسات يسكن في تلك السنين في منطقة “العديد” الحدودية، ولم يستطع العثمانيون تخطي نفوذهم إلى أراضي الإمارات؛ لأنها كانت محميّة تحت العلم البريطاني، ولم يصلوا إلا إلى منطقة “العديد” الحدودية، حيث كان بعض الضباط الأتراك يزور قبيلة القبيسات، إحدى قبائل بني ياس التي كانت تسكن فيها، وهذا لا يمنع وجود جواسيس لهم في دبي والشارقة ينقلون لحكومتهم أخبار تحركات الإنجليز والشيوخ والقبائل كما وردت أسماؤهم في الوثائق العثمانية.

السؤال الخامس: هل قبيلة بني ياس بن عامر حلف أم قبيلة؟

حميد المزروعي. الإمارات

 الجواب:
قبيلة بني ياس بن عامر قبيلة عدنانية يعود نسبها إلى عامر بن صعصعة من هوازن كما سمعته من أجدادي وقرأته عند المؤرخين النسابين، وهم قبيلة واحدة لها تفرعات، ودخلت فيها بعض الأسر من قبائل أخرى، إمّا من نفس عمود نسبها، وإمّا من جهة قحطان أخوال قبيلة بني ياس، وكان الشيوخ يرحبون بالفرسان من القبائل الأخرى وتحصل تحالفات سياسية واجتماعية على مرّ القرون، وحالها حال القبائل الأخرى في الجزيرة العربية، ولهذا نجد أنّ القبائل الكبرى التي شهدت تحالفات بقيت تسمّى باسمها، مثل شمر والدواسر وعتيبة ولم تسم حلف شمر والدواسر، وإن كانت كذلك حقيقة، وعديدهم أكثر بكثير من عديد قبيلة بني ياس، وعلى هذا فأنا أقول: إنَّ قبيلة بني ياس إلى ما قبل اتحاد دولة الإمارات كانت قبيلة واحدة وليست حلفاً، ولكن الآن بسبب التغيُّرات التي طرأت بعد قيام الدولة يمكن أن نسميها حلفاً والله أعلم.