5,711 عدد المشاهدات
الكاتب:د. حمادة محمد هجرس – باحث أكاديمي في مركز جمال بن حويرب للدراسات
عبر تاريخنا الطويل، قدّمت لنا حضارتنا عديد الأعلام والرجال الذين نهضوا بالأمة الإسلاميّة، وعُني التاريخ الإسلامي بعلم التراجم وتراجم الرجال وحياة الأعلام من الناس عبر العصور المختلفة، بوصفها فرعاً من فروع علم التاريخ، وقدّموا دراسات لشخصيات تاريخية إسلامية، تركت وما زالت أثراً في المجتمع، من كافة طبقاته في شتى المجالات، حتى إنهم -أي المؤرخين- وضعوا كثيراً من التآليف والمصنفات في تراجم الرجال، واهتمّوا بذكر حياتهم الشخصية، ومواقفهم وأثرهم في الحياة وتأثيرهم؛ ومن هنا تأتّت أهمية الكتابة المستمرة عن شخصيات تاريخية إسلامية، وصل خبرها إلى اليوم، للاعتبار منها وأخذ الدروس والعظات لبعث الأمة من سباتها ونهضتها من جديد.
تشنغ خه القائد الفذّ
من هنا يطيب لنا المقام أن نتحدث عن شخصية إسلامية بارزة في التاريخ والسياسة الدولية في العصور الوسطى، ألا وهو تشنغ خه، الأدميرال والقائد والملّاح وقائد أسطول أسرة مينغ (1368-1644م) في النصف الأول من القرن الخامس عشر الميلادي. ولد تشنغ خه عام 1371م، وتوفي بين سنتي 1433-1435م. ويسمى بالعربية حجّي محمود شمس. نشأ تشنغ خه في أسرة مسلمة بمقاطعة يونان في جنوب غربي الصين، وكان لعائلته وضع سياسي مميز خلال عصر أسرة يوان المغولية؛ حيث يعود نسبه إلى سيد أجل شمس الدين عمر -حاكم مقاطعة يونان في النصف الثاني من القرن الثالث عشر الميلادي- وكان لديه أخ أكبر وأربع أخوات. ترجع شهرته إلى كونه كان بحّاراً صينياً، ومستكشفاً، ودبلوماسياً، وأميرالاً للأسطول، في أوائل عهد أسرة مينغ. وخلال عصر الإمبراطور يونغله منحه الإمبراطور لقب تشنغ (Zheng). قاد تشنغ خه رحلات الكنوز الاستكشافية إلى جنوب شرق آسيا وجنوب آسيا وغرب آسيا وشرق إفريقيا بين عامي 1405م و1433م في سبع رحلات بحرية، وتوفي بين عامي 1433م و1435م.
في عام 2013م حلَّت الذكرى السنوية على مرور ستمائة عام على بداية الزيارة والبعثة الدبلوماسية الصينية التي ترأسها تشنغ خه -القائد المسلم الشهير والملاح الصيني الأبرز- إلى بلاد تيانفانغ (شبه الجزيرة العربية)؛ بغرض إقامة علاقات دبلوماسية واقتصادية، وكذا استكشاف المنطقة العربية. كان عام 1412م بداية القصة؛ إذ أمر الإمبراطور يونغله (1402-1424م) لأسرة مينغ هذا القائد العظيم بالإبحار إلى العالم العربي، وامتثل للمرسوم الإمبراطوري.
نقش تشنغ خه في مسجد داشيشي
في مدينة شيآن- العاصمة القديمة للصين- يوجد مسجد ليس فقط من روائع العمارة الإسلامية، بل أيضاً من روائع ما أنتجته فنون العمارة الصينية، ألا وهو مسجد داشيشي Daxuexi. داخل صحن المسجد، وبعد مرور أكثر من قرن على رحلة تشنغ خه لشبه الجزيرة العربية، أقيم نقش صيني مؤرخ بعام 1523م موسوم بالخاتم الرسمي للإمبراطور جيا جينغ (1521-1567م). يعرف هذا النقش باسم لوحة تشنغ خه Zheng He Bei (鄭和碑)، وهو عبارة عن لوحة حجرية ارتفاعها 2.5م، ويحتوي على 573 حرفاً بالكتابة الصينية التقليدية. يرصد النقش بجلاء تاريخ هذه الرحلة، والمشكلة الرئيسة التي واجهتها عند الإعداد لرحلته الرسمية ألا وهي «الاستعانة بمترجم يتقن اللغة العربية وملمّ بالثقافة العربية»، كما يرصد ما ترتَّب على نجاحها، وكذا يوثّق العلاقة بين البلاط الصيني والمجتمع المسلم في الصين، وما أنعم به الإمبراطور وخلعه على مسلمي مدينة شيآن.
جوانب من الرحلة
في الشهر الرابع لسنة 1413م، انطلق تشنغ خه إلى مقاطعة شانشي، واتجه إلى مدينة شيآن للبحث عن الرجل المنشود، ووجد المترجم الموثوق في مسجد داشيشي وهو الشيخ حسن أحد أئمة المسجد، وأصبح الشيخ حسن رسولاً لتشنغ خه في رحلته، وقام بتعيينه مستشاراً للبعثة. هذه الرحلة كانت هي المرة الأولى التي يفتح فيها الأسطول الصيني لأسرة مينغ طريقاً جديداً عبر المحيط الهندي إلى العالم الغربي والمنطقة العربية، ونجح في الوصول إلى شبه الجزيرة العربية والبحر الأحمر وساحل شرق إفريقيا. كان حسن جديراً بهذا التكليف وتلك المهمة؛ وما ذلك إلا لكونه مسلماً عالماً بالدين الإسلامي، متقناً اللغة العربية، خبيراً بالمنطقة العربية، عالماً بطرق البحر وخبايا السفر؛ ومردّ ذلك إلى أنه في مقتبل عمره، قام بعدة رحلات إلى المنطقة العربية لأداء فريضة الحج، فكان لدى تشنغ خه أوثق الناس وأكثرهم دراية بالطرق والممرات الملاحية، وهو الأمر الذي جعله جديراً بالملاحة الآمنة لأسطول تشنغ خه؛ لذلك أصبح بجانب تشنغ خه في رحلته، وبصفته الدينية كرجل دين أصبح مستشاراً دينياً لدى تشنغ خه خلال الرحلة، وفي الوقت ذاته لعب دوراً مهماً في تلبية احتياجات المسلمين في الأسطول خلال الحياة اليومية مثل طريقة الذبح الإسلامية والإمامة في الصلاة، وكذلك صلاة الجنازة وغيرها.
كان لعبقرية حسن الدبلوماسية ومهاراته في الترجمة ومساعدة تشنغ خه سبباً في إنجاح رحلته وبعثته الدبلوماسية إلى الغرب، وكان من نتيجة ذلك التقدير العظيم الذي حظي به حسن من قبل تشنغ خه. يروي النقش أنه خلال رحلة العودة من المنطقة العربية وقع الأسطول في بحرٍ من العواصف، وسارع تشنغ خه بطلب المساعدة من حسن للصلاة من أجل الحماية الإلهية لجميع أفراد طاقمه. سجل نقش المسجد أن «حسن قام بالاعتكاف في قمرته وتضرع إلى الله كاشف البلوى ومزيل الغمّ، واستجيبت دعواته، وأصبح البحر هادئاً».
كما تذكر بعض الروايات أنه عندما عاد أسطول تشنغ خه من بحر العرب وأبحر عبر سيلان مرة أخرى، طلب ملك سيلان (سري لانكا) من تشنغ خه المكوث فترة في بلاده، وهو ما لقي رضاً لدى تشنغ خه، فنزل على رغبة الملك، وحطّ مع عدد كبير من الجند على الشاطئ، وفي أثناء ذلك قرر ملك سيلان اغتنام الفرصة لسرقة كنوز السفن، وكان القائد الصيني المسلم حينئذ يقوم بمتابعة ترتيب أسطوله وتنظيمه، ولم يكن يعلم بما يدور في خلد صاحب سيلان، بيد أنَّ حسن فطن للأمر وعلم بالخطة المحبوكة، فاستطاع الفرار والعودة إلى تشنغ خه والأسطول لتحذيرهم، فقرر تشنغ خه مهاجمة العاصمة، لذلك فشلت محاولة سرقة الأسطول وتمَّ هزيمة الأعداء. كان لكل ما تقدم ذكره عظيم الأثر في إنجاح مهمة تشنغ خه؛ لذا نذر تشنغ خه وأقسم على إعادة بناء مسجد داشيشي «مسجد حسن»، تقديراً له وعرفاناً بجميله.
الوفاء بالنذر
هل جزاء الإحسان إلا الإحسان، كانت هذه شيمة تشنغ خه، ولِمَ لا؛ فهو القائد المسلم، والابن البار بقومه، وصاحب النصيب الأكبر في بناء المساجد في بر الصين؛ إذ يُنسب إليه بناء عدد من المساجد ليس بالقليل. ومهما يكن من أمر، لم يحنث تشنغ خه بقسمه، وقدَّم إلى البلاط طلباً لإعادة بناء مسجد داشيشي تقديراً لجهود حسن وتفانيه في إنجاح المهمة التي أوكلت للأسطول، ووافق البلاط وقدَّم يد العون وموَّل عملية عمارة المسجد تمويلاً غير منقوص، وتمَّت عملية البناء للمسجد خلال العقد الثاني من القرن الخامس عشر الميلادي، وذلك بعد عودته من رحلته البحرية الرابعة التي كانت بين عامي 1413- 1415م.
رواية النقش
وثّق النقش ما دار في رحلة تشنغ خه وحسن إمام المسجد، كما وثق ورصد بجلاء خلع الإمبراطور يونغله على مسلمي المدينة. نقتبس بعضاً من النقش المذكور:
«في عصر هذه الأسرة «مينغ»؛ خلال الشهر الرابع للسنة الحادية عشرة من حكم الإمبراطور يونغله؛ قاد تشنغ خه «鄭和» الأسطول إلى بلاد تيانفانغ (天方國) «البلاد العربية- مكة»، فقدم إلى مقاطعة شانشي سعياً إلى مترجماً للصينية يكون موثوقاً به ويكون بمثابة رسولٍ له في رحلته، وقد وجد أحد الموثوقين بهم في المسجد وهو الشيخ حسن (哈三)، ومنذ ذلك الحين لعب حسن دوراً مهماً لهذا البلاط (هذه الأسرة) واستمر يخدمهم كجندي، وحظي بالثناء والتقدير لصموده في المناطق الغربية للصين.
وأثناء خط العودة، تعرَّضت الرحلة لعاصفة بحرية عظيمة، وتعرَّضت لعديد المخاطر، فاعتكف حسن في المقصورة (القمرة) للصلاة، وفجأة هدأت الرياح والأمواج وأصبحوا في أمان، وهو الأمر الذي جعل تشنغ خه يقسم على إصلاح وإعادة إعمار المسجد،……. أسرة مينغ، السنة الثانية من عصر الإمبراطور جيا جينغ، في خريف السنة المعروفة باسم غوي ويي Guiwei (癸未)، في اليوم الميمون من الشهر التاسع. تشانغآن (شيآن)».
نتائج الرحلة الناجحة
على أية حال، فقد زار الصينيون مكة عام 1414م خلال هذه الرحلة (الرحلة الثالثة) التي استغرقت ثلاثة أشهر طويلة عبر طريق غير مباشر من كاليكوت إلى هرمز، ثم من هناك أبحرت جنوباً غرباً إلى مكة. ولم تنقطع رحلات تشنغ خه للبلاد العربية بعد هذه الرحلة؛ فقد أعاد زيارة المنطقة مرة أخرى بعد أن جهز أسطولاً لم يسبق له مثيل، وقد سعى تشنغ خه بشكل عام إلى تحقيق أهدافه من خلال الدبلوماسية، ومن ناحية أخرى استطاع تأمين المحيط الهندي من القراصنة التي نهبت الأساطيل التجارية الصينية، فقد هزم تشنغ خه القرصان تشن زويي، أحد أكثر قادة القراصنة شهرة؛ لكونه من غواندونغ وكان يسيطر على بحر الصين الجنوبي، وأعاده إلى الصين لإعدامه. كما شنَّ حرباً برية ضد مملكة كوت في جزيرة سيلان، وأظهر قوة عسكرية عندما هدَّد المسؤولون المحليون أسطوله في شبه الجزيرة العربية وشرق إفريقيا. وخلال رحلته الرابعة، أحضر مبعوثين من ثلاثين دولة سافروا إلى الصين ووصلوا إلى بلاط أسرة مينغ وأقاموا علاقات مع بلادهم، وجلب تشنغ خه زرافة سلطان البنغال، أحضرها من الإمبراطورية الصومالية الآجورية، ثم نُقِلَت لاحقاً إلى الصين في السنة الثالثة عشرة لفترة حكم الإمبراطور يونغله (1415م).
مدن شبه الجزيرة العربية في تاريخ أسرة مينغ
في رحلته السابعة بين عامي 1430-1433م أرسل تشنغ خه في هذه المرة رسولاً إلى حكام مكة بهدايا، وذلك في عام 833ھـ/1430م، كما وصلت سفارة من حكام المدينة المنورة خلال حكم ذلك الإمبراطور بين عامي 828-838ھـ/1425-1435م. ورد في المجلد رقم 326 لكتاب تاريخ أسرة مينغ (明史) ما يلي: «وصلنا إلى ظفار بعد أن قضينا في البحر مدة عشرة أيام بعد انطلاقنا من زنجبار، وفي السنة التاسعة عشرة لعصر الإمبراطور يونغله تمَّ إرسال مبعوث إلى عدن وزيلع وتمَّ إرسال التحيات لجميع البلدان عبر رسائل مختومة من تشنغ خه». وعن مدينة عدن يذكر تاريخ أسرة مينغ: «وصلنا إلى عدن بعد أن استغرقت الرحلة البحرية 22 يوماً من جوبا. في السنة الرابعة عشرة لحكم الإمبراطور يونغله ووصول البعثة إليها وقدمت التحية. وقدم تشنغ خه المرسوم ومنحهم الأموال». أما عن مكة المكرّمة فنقتبس ما ذكر في تاريخ أسرة مينغ «في عصر الإمبراطور جيا جينغ تم تقديم الذبائح واليشم والياقوت في بلاد تيانفانغ (مكة أو الكعبة). لا يتوافر اليشم في هامي ولكن ينتج في عدن». هذه النصوص الآنفة تم تدوينها في الرحلة السابعة لتشنغ خه؛ حيث طلب تشنغ خه من نائبه هونغ باو قيادة أسطوله الكبير للاتصال بمملكة كاليكوت في 18 نوفمبر 1432.
مهما يكن من أمر، فقد كانت رحلات تشنغ خه إلى المنطقة العربية حادثاً جللاً في التاريخ الصيني؛ حيث أرست قواعد متينة لعلاقات اقتصادية وتجارية وسياسية مع البلاد العربية، ومهدت لبسط السيادة الصينية في المحيط الهندي؛ إذ أصبح لهم يدٌ طولى في القسم الشرقي من العالم، ومن ناحية أخرى، كان لنقش مسجد داشيشي في مدينة شيآن عظيم الأهمية؛ وما ذلك إلا أن النقوش التذكارية تُعَدُّ من المخلفات الأثرية، وهي ذات قيمة تاريخية وفنية جديرة بالاهتمام والدراسة، وتُعَدُّ بمثابة وثائق رسمية صادرة عن الدولة والسلطات الحاكمة، ومن ثمَّ لا يتطرَّق إليها الشك، وتعكس بوضوح مواقف وعلاقات الأباطرة الصينيين تجاه الإسلام وقومية هوي، كما أنها تعكس أيضاً الوضع السياسي والاجتماعي للمسلمين الصينيين، إضافة إلى ذلك أكَّدت سياسة التسامح الديني التي انتهجها بعض الأباطرة تجاه المسلمين خلال عصر أسرة مينغ (1368-1644م).
قائمة المراجع
- Chen Xuelin (2008), «míngdài huànguān yǔ zhènghé xià xīyáng de guānxì», Journal of Chinese Studies, No. 48, pp. 163-192, p. 173.
- Church, Sally K. (2005), «Zheng He: An investigation into the plausibility of 450-ft treasure ships», Monumenta Serica: Journal of Oriental Studies, Vol. LIII, pp. 1–43.
- Dreyer, Edward (2007), Zheng He: China and the Oceans in the Early Ming, 1405–1433, Library of World Biography. Longman, pp. 150-163.
- Duyvendak, J. J. L. (1939), «The True Dates of the Chinese Maritime Expeditions in the Early Fifteenth Century», T’oung Pao, Second Series, Vol. 34, Livr. 5, pp. 341-413.
- Gunn, Geoffrey C. (2011), History without Borders: The Making of an Asian World Region, 1000–1800, Hong Kong University Press. p. 117.
- Hu, F., (2008), Der Islam in Shaanxi: Geschichte und Gegenwart Mit einer Untersuchung zum islamisch-christlichen Dialog in Zeiten der Globalisierung und des Ökumenismus, (Ph.D.), University of Bonn, Germany, p. 205.
- Kenzheakhmet, Nurlan, «The place names of Euro-Africa in the Kangnido», The Silk Road, (14), 2016, pp. 106-125, p. 109.
- Nappi, Carla (2010), The Monkey and the Inkpot: natural history and its transformations in early modern China, Harvard University Press, p. 36.
- Pelliot, Paul, «Les grands voyages Maritimes chinois au debut du XVe siecle», T’oung Pao, 1933, No. 30, pp 237-452.
- Peterson, Barbara (1994), «The Ming court voyages of Cheng Ho (Zheng He)», 1371-1433, The Great Circle, Vol. 16, No. 1, pp. 43-51.
- Rockhill, W. (1915), «Notes on the Relations and Trade of China with the Eastern Archipelago and the Coast of the Indian Ocean during the Fourteenth Century». T’oung Pao, Second Series Part V, Vol. 16, No. 5, pp. 604-626, p. 620.
- Sitian longxin (1988), zhèng hé: Liánjié zhōngguó yǔ yīsīlán shìjiè de hánghǎi jiā, Hǎiyáng Press, 78-79.
- Tan Ta Sen (2009), Cheng Ho and Islam in Southeast Asia, Institute of Southeast Asian Studies. p. 171.
- Wang Tianyou; Wan Ming (2004), zhèng hé yánjiū bǎinián lùnwén xuǎn, Beijing University Press, p. 173.
- Xin Yuanou (2005), «zhèng hé yǔ gēlúnbù xiànxiàng de bǐjiào yánjiū», shànghǎi zàochuán, No.1, pp. 64-71, p. 66.
- Yanghuai Zhong (2006), zhèng hé yǔ wénmíng duìhuà, Níngxià Rénmín Press.
- Zhang Dingya (1986), xiáxī míngshèng gǔjī chuánshuō gùshì xuǎn, Shǎnxī Rénmín měishù Press.
- Zhang Jian (2005), xià xīyáng yǔ fēizhōu dòngwù de yǐnjìn, xīyǎ fēizhōu, shuāngyuèkān, no.2, pp. 65-71.
- Zheng Yijun (2005), zhènghéquán chuán, Zhōngguó Qīngnián Press,, p. 261.