زايد في مجلة المصور باب العرب المفتوح

مجلة مدارات ونقوش – العدد 7

 2,089 عدد المشاهدات

الكاتب: محمد بابا

الصحافة بكافة أشكالها ووسائطها أرشيف حي مملوء بالوثائق والمستندات التاريخية، ونتابع في «مدارات ونقوش» حضور المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيَّب الله ثراه، في الصحف العربية والعالمية، ومن ضمنها مجلة المصور المصرية، إحدى إصدارات دار الهلال، التي أسَّسها المؤرخ والأديب اللبناني جوجي زيدان عام 1892.

في مجلة المصور نطالع الكثير من التغطيات عن الشيخ زايد، بعضها عن مرحلة ما قبل الاتحاد، والآخر عن مرحلة ما بعد تشكيل دولة الإمارات العربية المتحدة، ففي عدد المجلة رقم 2288 بتاريخ 16 أغسطس عام 1966 تحقيق عن نهضة التعليم والصحة في أبوظبي، حيث تمَّ إنشاء سلسلة من المدارس، كما قدمت لمحة عن المدينة وعن تولي الشيخ زايد لدفة الحكم في الإمارة.

وورد في العدد السنوي الخاص من المجلة الذي حمل عنوان «نحن العرب» عن سنتي 1967-1968 حواراً مع الشيخ زايد حاكم أبوظبي حينها، وكتبت المجلة: “هذه الإمارة عربية وأبوابها مفتوحة دائماً لجميع الإخوة العرب”، وفي العدد رقم 2321 بتاريخ 4 إبريل سنة 1969 ورد في المجلة: «زيارة حاكم أبوظبي للكويت تفتح آفاقاً واسعة لمستقبل الخليج العربي»، مع تفاصيل عن زيارة الشيخ زايد إلى الكويت الشقيقة، حيث احتفلت الكويت حكومة وشعباً بزيارته.

وفي عدد المجلة رقم 2340 بتاريخ 15 أغسطس عام 1969 جاء في عنوان المجلة في الصفحة 40: «شعب أبوظبي يحتفل بالعيد الثالث لتولي الشيخ زايد الإمارة»، وكتبت المجلة في عناوين فرعية: «أول عرض عسكري يظهر في الخليج»، وفي عنوان آخر: «أول سلاح جوي يقود طائراته أبناء أبوظبي»، و«الشعب والوفود العربية حضرت لتشارك في الاحتفال بعيد جلوس الشيخ زايد»، كما ضمَّ التقرير صوراً من مظاهر احتفالات أبوظبي بهذه الذكرى.

قضايا وطنية وقومية
وتحضر في تغطيات المجلة، مشاركة الشيخ زايد إخوانه في الأقطار العربية ومواقفه من القضايا القومية حينها، حيث نجده يعبّر عن التضامن العربي في أكثر من مناسبة، كما تقدم زياراته ومساندته وحضوره الدبلوماسي، صورة عن دوره الفعّال، حيث أفرد عدد المجلة رقم 2331 الصادر بتاريخ 13 يونيو سنة 1969 تغطية لزيارة الشيخ زايد للأردن، حيث تفقّد بصحبة الملك حسين بن طلال، الخطوط الأمامية للجيش العربي الباسل على الجبهة الشرقية مع العدو الصهيوني.
وفي عدد مجلة المصور رقم 2344 الصادر بتاريخ 8 سبتمبر سنة 1969، جاء العنوان: «حاكم أبوظبي يبلغ المؤتمر تحمله مسؤولية القرارات التي يصدرها»، وتقصد المجلة مؤتمر السياحة العربي المنعقد في العاصمة الأردنية عمّان، وقراراته في مواجهة الانتهاكات الصهيونية للمسجد الأقصى.
وجاء في العدد رقم 2453 بتاريخ 15 أكتوبر سنة 1971 خبر عن انعقاد البرلمان الأول في الخليج العربي، في إشارة إلى اجتماع المجلس الاستشاري في أبوظبي، وتحديد حاكم أبوظبي الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لسياسة أبوظبي في وثيقة تاريخية.

وكتب خبر في عددها رقم 2429 بتاريخ 30 إبريل سنة 1971: «أبوظبي تطل على العالم الخارجي والعربي» تناول مباحثات الشيخ زايد في القاهرة.

وتحت عنوان «كيف قضى الشيخ زايد أيامه السبعة في القاهرة» حمل عدد المجلة رقم 2428 بتاريخ 23 إبريل سنة 1971 رصداً لجولة الشيخ زايد في القاهرة، حيث مضى أيامه السبعة متنقلاً بين حضارة مصر القديمة وتراثها العربي، كما التقى عدداً من الزعماء وعلماء الأزهر، وكان على موعد مع الخيول، حيث زار مزرعة لتربية الخيول الأصيلة.

النية.. قبل اجتماع الوزراء
وفي قصة مصورة، وتحت عنوان «قبل أن يبدأ أول اجتماع لمجلس الوزراء» أوردت «المصور» في عددها رقم 2440 بتاريخ 16 يوليو سنة 1971، قصة على هامش مراسم أداء الوزراء لليمين الدستورية أمام زايد، فقبل أن يؤدي الوزراء اليمين الدستورية أمامه دار حوار بين الشيخ زايد وأحمد خليفة السويدي وزير شؤون الرئاسة ووزير الخارجية، وكان للشيخ زايد رأي في القسم، فقال لأحمد السويدي، «ليست الألفاظ التي ينطقها الوزير أمام رئيس الدولة هي المهمة.. المهم قبل الكلام النية.. ولذلك يجب أن يكون الوزير مقتنعاً تماماً بالقسم قبل أن يقرأه..».
وتنقل لنا المجلة كيف أدّى بنفس الطريقة 16 وزيراً القسم أمام الشيخ زايد في العين، وبعد  أن جلسوا قال الشيخ زايد: «لقد تحمّلت مسؤولية الحكم وحدي خمس سنوات، وأنا الآن أضعها في أعناقكم.. إنَّ مسؤولية الحكم ليست بالشيء البسيط؛ فالحكّام يتعرضون كلَّ يوم لإغراءات كثيرة وشديدة، وأنتم تمتلكون الكفاءة، ولكني أطالبكم أن تحاربوا في أنفسكم هذه الإغراءات..».
وفي العدد 2451 بتاريخ 1 أكتوبر سنة 1971 أوردت المجلة ردود الشيخ زايد على وكالة «رويتر»، حيث تحدث فيها عن تكوين جيش اتحادي من أبناء الإمارات، ومجموعة من القضايا الأخرى.
وفي العدد 2512 الصادر بتاريخ 21 ديسمبر سنة 1972  قدمت المجلة تقريراً عن افتتاح الدورة الثانية من اجتماعات المجلس الوطني الاتحادي، ألقى فيه الشيخ زايد خطاباً تحدّث فيه عن السياسة العربية والخارجية لدولة الإمارات.

تضامن عربي
وقدم الصحفي ممدوح رضا في رسالته من الإمارات في عدد مجلة المصور رقم 2663 الصادر بتاريخ 24 أكتوبر سنة 1975، حواراً صحفياً تحت عنوان «رئيس دولة الإمارات المتحدة يؤكد: نعم.. ما قامت به مصر في حدود ما قرره مؤتمر القمة العربي»، أشار فيه الشيخ زايد إلى أهمية الوحدة العربية والتضامن، مهيباً بدور مصر في هذا التضامن وتضحياتها الجمة.
وتناول العدد رقم 2660 الصادر في 28 مايو سنة 1975 معجزة التعمير وكيف تحقّقت بعد انتصارات أكتوبر ودور الشيخ زايد في هذا التعمير، من خلال مساعدته المادية السخية، وفي العدد 2681 بتاريخ 27 فبراير 1976 قدمت المجلة تقريراً عن استقبال الشيخ زايد للرئيس المصري أنور السادات في أبوظبي، ضمن زيارته الخليجية، وتابعت المجلة الموضوع بتفصيل أكثر في عددها 2682 الصادر بتاريخ 5 مارس سنة 1976، حيث احتلت صورة غلاف المجلة لقطة من الزيارة تجمع الشيخ زايد وأنور السادات.
كما ألقى عدد المجلة رقم 2748 الصادر بتاريخ 10 يونيو سنة 1977  الضوء على زيارة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لقناة السويس، وتمويله لمشروع القناة بمبلغ 50 مليون دولار.
وتحت عنوان «المشروع الذي أنقذ مليون دولار كانت تحترق يومياً» تحدثت المجلة في عددها رقم 2766 الصادر بتاريخ 14 أكتوبر سنة 1977 عن إقامة مصنع تسييل الغاز في جزيرة داس، ودور الشيخ زايد في هذا الإنجاز، الذي قالت إنه حلَّ مشكلة بيئية ومالية، حيث كان يستنزف قرابة مليون دولار يومياً.
وفي عدد المجلة رقم 2780 الصادر بتاريخ 20 يناير سنة 1978 ألقت الضوء على مباحثات مهمة تسفر عن دعم التضامن العربي، وجاء العنوان «زايد وقابوس يلتقيان في ولاية صحار بعمان».
وقدّم عدد الصحيفة رقم 2767 الصادر بتاريخ 21 أكتوبر سنة 1977 حديثاً سياسياً شاملاً للشيخ زايد جاء فيه أنَّ قوة التضامن العربي تبرز واضحة في ظروف الأخطار، وقد تمَّ نقل هذا الحديث عن حوار دام ساعة ونصف بين الشيخ زايد وأحمد الجار الله رئيس تحرير جريدة السياسة الكويتية.
وتحت عنوان زايد يرأس حفلة تخريج دفعة جديدة من الضباط قدمت المجلة تغطية في عددها رقم 2777 الصادر بتاريخ 30 ديسمبر سنة 1977، عن هذه الفعالية وثناء إيفان بورج وزير الدفاع الفرنسي على كفاءة وحماس منتسبي كلية زايد الثاني العسكرية.
وفي عدد 2778 الصادر بتاريخ 6 يناير سنة 1978 زايد وحسين يجتمعان من أجل التضامن العربي، حيث ألقت المجلة الضوء على زيارة الملك حسين بن طلال إلى أبوظبي، وأكد الشيخ زايد خلال هذه الزيارة أنَّ نتائج الخلاف بين الأشقاء مؤشر يوضح لنا الطريق الأمثل للعودة إلى الصف الواحد بصورة أقوى وأمثل.
وخط عنوانها في عددها رقم 2828 الصادر بتاريخ 22 ديسمبر سنة 1978 «أنظار العالم تتجه إلى دولة الإمارات العربية»، في إشارة إلى احتضان أبوظبي لاجتماع منظمة الدول العربية المنتجة للبترول «أوبيك» وحرص زايد على العمل العربي المشترك.
وفي عدد المجلة الصادر بتاريخ 10 مارس سنة 1979 غطت المجلة الاستقبال الرسمي والشعبي لملكة بريطانيا لدولة الإمارات، واستقبال الشيخ زايد للملكة.

الدرة الذهبية
وفي عدد المجلة رقم 3414 الصادر بتاريخ 16 مارس سنة 1990 وصفت المجلة الإمارات بالدرة الذهبية على جبين الوطن العربي، والصرح الشامخ الذي بناه الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والصورة الجديدة المشرقة بالأمل، المعطرة بالمستقبل الجديد الذي رسمه.
وفي العدد رقم 3424 الصادر بتاريخ 25 مايو سنة 1990 جاء في عنوان «الشيخ زايد وأطول جولة أسيوية يقوم بها زعيم خليجي»، فصلت زيارته التي استغرقت 17 يوماً وشملت الصين الشعبية واليابان وإندونيسيا.
وورد في عدد المجلة 3505 الصادر بتاريخ 12 ديسمبر سنة 1991 تقرير عن الشيخ زايد وبناء الإنسان؛ إذ يرى أنَّ الإنسان هو العنصر الأساسي لكل تقدّم وتنمية وازدهار.
وفي عدد المجلة رقم 2817 الصادر بتاريخ 15 ديسمبر سنة 1997 كتبت المجلة تحقيقاً تحت عنوان «معجزة زايد على ضفاف الخليج» تحدثت فيه عن إيمانه العميق بالوحدة وإرادته القوية التي قهرت المستحيل، حيث سخّر البترول لنهضة بلاده ورفاهية شعبه فصنع الحب مع الجماهير.
يشار إلى أنّ مجلة المصور تصدر عن دار الهلال المصرية التي أسَّسها جورجي زيدان سنة 1892، وقد بدأت بالصدور سنة 1924، وهي مجلة أسبوعية شاملة، وترأَّس تحريرها كتّاب وأدباء كبار مثل أحمد بهاء الدين، ويوسف السباعي وغيرهم.