1,964 عدد المشاهدات
دبي – مركز جمال بن حويرب للدراسات
أشاد المستشار والباحث جمال بن حويرب المدير التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة ، رئيس مركز ” بن حويرب للدراسات ” بالعلاقات الأخوية الوطيدة والمتجذرة عبر التاريخ بين دولة الإمارات العربية المتحدة ودولة الكويت الشقيقة.
وقال خلال تقديمه للإعلامي والباحث عودة فرج الله ، الذي استضافه المركز مساء الأول من أمس في جلسة عن تلفزيون الكويت في دبي …إن للكويت أيادٍ بيضاء على بلادنا في مجالات عدة ، منها الإعلام والصحة والتعليم ، ولن ننسى أن الكويت هي من غيٌر نظام التعليم في الإمارات من ” تقليدي ” ، إلى ” نظامي”.
المحاضر عودة فرج الله يتوسط نخبة من الحضور والوجوه الثقافية
وقدم بن حويرب المحاضر للحضور الذين تقدمهم وليد محمد الموسى نائب قنصل عام دولة الكويت في دبي ، وعدد من المثقفين والإعلاميين والمهتمين منهم الأديب والشاعر د. شهاب غانم ، الباحث التراثي عبدالله بن جاسم المطيري ، المهندس رشاد بوخش رئيس جمعية التراث العمراني في الدولة ، رجل الأعمال سالم الموسى ، د. خالد الوزني المستشار في مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة ، والكاتب محمد صالح بداه وآخرون.
تاريخ البدء
قال المحاضر عودة فرج الله ، الذي واكب تلفزيون الكويت من دبي منذ لحظة تأسيسه حتى يوم توقفه …بدأ تلفزيون دبي باسم تلفزيون الكويت من دبي ، البث، بناءً على طلب المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم حاكم دبي آنذاك، وقد انطلق بثه في 9 سبتمبر/أيلول 1969، حيث حضر الافتتاح الشيخ راشد بن سعيد، والشيخ صباح الأحمد الجابر، الذي كان يشغل حينها منصب (وزير الخارجية وجنوب الخليج العربي)، والشيخ جابر العلي الصباح وزير الإرشاد والأنباء، وشهد الافتتاح بث كلمة مسجلة للشيخ الراحل جابر الأحمد الصباح ولي عهد دولة الكويت في ذلك الحين، وألقى الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم كلمة شكر فيها دولة الكويت، وألقى الشيخ صباح الأحمد الجابر كلمة تحدث فيها عن العلاقات بين الكويت وإمارات الخليج العربي .
وأضاف …قبل أن أمضي قدماً في سرد ما أملكه من معلومات حول الموضوع ، لابد من ذكر بعض المحاولات الإعلامية التي قام بها شباب مواطنون قبل انطلاق تلفزيون الكويت من دبي .
من هذه المحاولات على سبيل المثال:
-العام 1958 اجتهد شاب يدعى صقر ماجد المري وأعلن عن إذاعة باسم” إذاعة دبي من الشندغة ” ، وواصل دراسته في هذا المجال ، وعمل معنا في تلفزيون الكويت من دبي ، ثم في شرطة دبي ، وهو عميد متقاعد.
-1961 محاولة إذاعية قام بها راشد عبدالله بن حمضة باسم ” إذاعة عجمان” ، ومذيعها يدعى سالم عبيد.
-1962 انطلقت أول إذاعة رسمية تحت مسمى ( إذاعة صوت الساحل من الإمارات المتصالحة) ، كانت تبث نشرات إخبارية وبعض المنوعات.
-1969 أنطلقت إذاعة أبوظبي .
– 1970 حلت إذاعة دبي في البث محل إذاعة ” صوت الساحل ” وعلى التردد ذاته ، وكذلك العاملون ، مع إضافة آخرين لتقديم برامج إذاعية تتناسب والمرحلة .
أما بالنسبة للتلفزة فقد انطلق في:
-1969 تلفزيون الكويت من دبي
-1969 تلفزيون أبوظبي
-1974 تلفزيون دبي الملون.
وثائق للتاريخ
أضاف المحاضر …تشير الوثائق ” عرض صوراً عنها” إلى أن مراسلات تمت بين المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم ، حاكم دبي آنذاك ، والمرحوم الشيخ صباح السالم الصباح ، أمير دولة الكويت ، في ذلك الوقت ، لإقامة محطة تلفزيونية في دبي . وتم التوافق على مبنى في منطقة القصيص ليكون مقراً للتلفزيون ، كان مقرراً له أن يكون مستشفى ، وتم إجراء بعض التعديلات عليه ليصبح مقراً للمحطة التلفزيونية المذكورة.
وتبع ذلك مراسلات تتعلق بالهوائي ” برج الإرسال ” ، لقرب المكان من قيادة شرطة دبي ومطار دبي الدولي.
وفي 9/9 / 1969 وبرعاية وحضور المغفور له الشيخ راشد بن سعيد والشيوخ وجميع المسؤولين ، قام الشيخ راشد والشيخ صباح الأحمد الصباح أمير دولة الكويت ، وزير الخارجية ، ووزير الأنباء والإرشاد ، آنذاك،
بافتتاح المحطة ، وألقى الصباح كلمة نيابة عن أمير دولة الكويت ، إيذاناً ببدء العمل الفعلي للتلفزيون. الذي استمر العمل فيه مدة عشر سنوات ، منها سنتان ونصف السنة باسم ” تلفزيون الكويت من دبي ” ثم سبع سنوات ونصف ، باسم ” تلفزيون الإمارات العربية المتحدة من دبي “.
3 إدارات متعاقبة
قال المحاضر …ثلاثة إدارات تعاقبت على المحطة ، كل منها تركت بصمتها الخاصة ، حسب متطلبات المرحلة.
المدير الأول للمحطة كان محمد مهنا مع مجموعة عمل قدمت من الكويت . وبذا جهداً كبيراً لتجهيز المحطة بكل ما يلزم من معدات وأجهزة ومكاتب للأخبار ، وأخرى إدارية ، ليصبح أمامه مهمتين:
الأولى ..تشغيل المحطة بمواد إعلامية يتم إحضارها من تلفزيون الكويت.
الثانية..اختيار وتدريب فريق عمل محلي لتشغيل المحطة التي بلغ عدد المواطنين فيها مابين 80-90 عاملاً ، وتم ذلك بنجاح كبير .
المدير الثاني كان جاسم شهاب مع مجموعة عمل محلية بالكامل ، اجتهدت لتقديم برامج جديدة ، وهو ما فتح بوابة الإنتاج المحلي لتصل إلى ما نسبته 50% من ساعات البث.
والرجل كان شاعراً وأديباً ويتمتع بخبرة إعلامية طويلة ، استثمرها في استقطاب متعاونين لإعداد برامج هادفة.
وأكد فرج الله أن برامج كثيرة كانت تقدم من خلال شاشة التلفزيون ، وكلها تصب في قناة تثقيف المشاهدين في كل مناحي الحياة. منها برامج للطلبة ، مسابقات للأوائل منهم ، وبخاصة لمن هم على أبواب الحياة الجامعية . إضافة إلى برامج صحية تثقيفية تهم المجتمع. وأخرى للأطفال وتشمل حكايات وقصص وحفلات لأعياد الميلاد ، وبرامج دينية لتقديم صورة الإسلام السمح والصيح.
كما كان هناك برامج رياضية ، وغيرها للشعر الشعبي. وللأسرة ، مثل عالم الأسرة ، وعالم المرأة.
وأضاف المحاضر… كنا نقدم ندوات تناقش قضايا محلية لتعليم الفتيات ، ودور المرأة في المجتمع ومسائل أسرية كثيرة.
وكان التلفزيون خلية نحل ، ما أن ينتهي من تسجيل برنامج حتى ندخل لتسجيل غيره ، ويستمر ذلك حتى الخامسة مساء ، لنعود إثرها إلى البرنامج العام. و البرامج كانت ترفيهية منوعة ومسابقات وتمثيليات هادفة ، وحوارات مع مفكرين. والدورة البرامجية مدتها ثلاثة أشهر، وكل دورة تأتي ببرامج ومسميات جديدة ، بمقدمين ووجوه جديدة.
أما المدير الثالث في العام الثالث فكان المرحوم حمد مؤمن ، وله خبرة إعلامية طويلة ، واستمر بدفع عجلة الإنتاج المحلي ، مع إضافات تتعلق بمجريات الأحداث بعد إعلان بريطانيا انسحابها من شرق السويس.
حيث عقد أصحاب السمو الحكام اجتماعات عدة تمهيداً لقيام دولة الاتحاد.
وتسارعت الأحداث ، حتى صبيحة يوم الثاني من ديسمبر 1971 ، عندما أعلن في قصر الضيافة بدبي قيام دولة الإمارات العربية المتحدة . وفي المساء تم افتتاح المحطة بالنشيد الوطني للدولة ، وعلم دولة الإمارات ، وباسم تلفزيون الإمارات العربية المتحدة من دبي.
كانت لحظات عاطفية مؤثرة ، صفق الجميع بعفوية ، فقد كانت لحظة فاصلة بيت تاريخين.
وفي اليوم التالي وصلت مجموعة من الكويت لتستلم العهد الخاصة بدولة الكويت ، وكان لي شرف كتابة وثيقة إهداء المحطة من دولة الكويت إلى دولة الإمارات العربية المتحدة. لنعمل تحت إشراف وزارة الإعلام والثقافة ، وبنفس الحماس والاندفاع حتى الشهر التاسع من 1979.
واستمر حمد المؤمن في العمل لمدة ستة أشهر ، غادر بعدها إلى الكويت ليستلم الإدارة المرحوم حبيب الرضا كأول مدير مواطن للمحطة.
واستمر البث بوتيرة يدفعها الحماس والتطوير ومزيد من التركيز على الإنتاج المحلي ، مع إضافة بث صباحي لمدة ساعتين في إجازة الصيف ، واستمر الأمر حتى الشهر التاسع من 1979 ، حيث صدر قرار وزاري بإغلاق المحطة . نظراً لوجود قنوات ملونة ،وإمكانيات كبيرة لا يمكن الاستمرار في وجودها باللونين الأبيض والأسود.
وتم توزيع العاملين كل حسب رغبته ، إلى كل من تلفزيون دبي ، وتلفزيون أبوظبي ، ومكاتب الإعلام المنتشرة في الإمارات.
وأشار المحاضر بالإشادة والاعتزاز بالكتاب الذي وضعه الدكتور عارف الشيخ عن تلفزيون الكويت من دبي ، والذي استعرض فيه أهم المحطات التي مر بها تلفزيون دبي منذ بداية تأسيسه من قبل مكتب الكويت، معتمداً على ذاكرته الشخصية ومجموعة من المرويات لشخصيات عملت في التلفزيون وعاصرت مرحلة الإنشاء. كما تطرق إلى محاضرة عرض صورة لما نشر عنها في الصحف ، للإعلامي علي عبيد الهاملي .
واختتمت الجلسة بأسئلة وحوارات عدة شارك فيها كل من نائب القنصل الكويتي وليد الموسى، عبدالله المطيري ، خالد الجلاف ، د. شهاب غانم ، رشاد بوخش ومحمد صالح بداه.
عودة فرج الله يكرم بدرع المركز
قال عودة فرج الله أن الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ، رحمه الله ، زار التلفزيون عندما كان حاكماً لإمارة أبوظبي واطلع على كل شيء بنفسه.
وجلس مع الموظفين ساعات عدة وكان يرافقه حسب قوله الشيخ مبارك بن محمد آل نهيان والشيخ أحمد بن حامد، لكن يبدو من كلامه ـ الحديث هنا للدكتور عارف الشيخ ـ أن الشيخ زايد زار تلفزيون الكويت من دبي في مقره بمنطقة القصيص، بعيد الاتحاد.
وذكر هذا أكثر من شخص لكنهم لم يستطيعوا إثبات تاريخ الزيارة، فمنهم من يبرهن أن الزيارة كانت قبل الاتحاد استناداً إلى صورة للشيخ زايد وهو يتحدث لحمد المؤمن مدير تلفزيون الكويت من دبي ومعهم في الصورة حبيب الرضا وهو الذي تسلم منصب مدير التلفزيون بعد قيام الاتحاد.