حماة الوطن على مر التاريخ (1951- 1980)

الإمارات الكتاب مجلة مدارات ونقوش – العدد 22 - 23

 5,711 عدد المشاهدات

مدارات ونقوش – دبي

استعرضنا في العدد السابق المراحل الأولى من تاريخ السنوات الأولى لتشكُّل القوات المسلحة الإماراتية عبر سردٍ مفصَّل لتاريخ تشكُّل قوة ساحل عمان وتطوُّرها وصولاً إلى حلّ القوات مع إعلان اتحاد الإمارات.

نضيء في هذا العدد جانباً جوهرياً من تاريخ قواتنا المسلحة الإماراتية، في تقرير هو الأول من نوعه باللغة العربية، ليتعرَّف شعب الإمارات إلى تاريخ أمجاد قواته المسلحة، وكيف حافظ الآباء المؤسِّسون لدولتنا العريقة على بناء اتحاد الإمارات في مختلف نواحي الحياة المدنية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية والأمنية، لضمان استقرار البلاد والذود عن وطن وشعب الإمارات ضد أي محاولة تهدد أمنه واستقراره، أو تعرقل مسيرة النمو الطموحة التي كانت ولا تزال متجذرة في فكر وثقافة حكّام الإمارات على مر التاريخ.

إنها محاولة منّا في مجلة «مدارات ونقوش» لنقوم بواجبنا الوطني، لنغوص في تاريخ دولتنا العظيمة بين رسائل وتقارير الضبّاط البريطانيين في تلك الفترة والتقارير العسكرية والمصادر الدولية وتحقيقها بحرص وأمانة حتى ننقش تاريخنا العسكري باللغة العربية، لتكون مرجعاً موثوقاً يلهم المجتمعات العربية ثقافة وفكراً ومعرفة حول حقبة من التاريخ ما سبقنا إليها المؤرخون العرب حتى يومنا هذا.

تتناول الصفحات القادمة الكثير من الحقائق التاريخية المهمّة حول تشكُّل قوة دفاع أبوظبي وقوة دفاع دبي، وكيف تشكَّلت قوة دفاع الاتحاد، وتاريخ نشأة القوات المسلحة الإماراتية.

قوة دفاع أبوظبي

(19651980)

 

بداية التأسيس:

الشيخ شخبوط بن سلطان آل نهيان هو أول حاكم شكل قوات نظامية مسلحة في الإمارات، في عام 1965 في أبوظبي. وكانت الفكرة الأولى هي تشكيل قوات برية لتتولى مهمتين أساسيتين: حراسة الشيخ، وحماية منفذ المقطع البري الذي كان يمثّل المنفذ الوحيد إلى جزيرة أبوظبي، حيث يقع حصن الحاكم ومدينة أبوظبي. وتشكَّلت القوات من قوات عربية بقيادة ضابطين بريطانيين. وكان دورهما هو تنظيم وتدريب القوات وتقديم المشورة إلى ابنه الشيخ سلطان، الذي كان يشغل منصب القائد العام للقوات الذي اعتمد خطة تشكيل القوات التي قدّمها اللواء «إي إس ليندساي» المنتدب من وزارة الدفاع البريطانية في أكتوبر عام 1964.

قوة دفاع أبوظبي:

على الرغم من دعم بريطانيا لاعتماد الحاكم على قوة ساحل عمان كبديل عن تشكيل قوات خاصة بإمارة أبوظبي، إلا أنها رضخت في النهاية إلى التعاون مع الحاكم وقبول فكرته بتأسيس جيش أبوظبي. وقد كان من بين المزايا أن يتمَّ تخفيض نفقات القوات العسكرية البريطانية عن طريق السماح لقوة ساحل عمان بالانسحاب من حدود أبوظبي البرية، إلى جانب تعزيز الأهداف الأمنية لبريطانيا في المنطقة، حيث إنَّ تشكيل قوات نظامية عسكرية، يتولى قيادتها ضبّاط بريطانيون منتدبون والقيادة المباشرة للحاكم لقطاع الاستخبارات، والرؤية الاستراتيجية آنذاك بضرورة التعاون مع قوة ساحل عمان في شؤون الدفاع العسكري والأمن الداخلي في أبوظبي سوف يساعد على التصدي للتهديدات الأمنية في شرق الخليج العربي، وملف النزاع على الحدود آنذاك بين أبوظبي والمملكة السعودية العربية.

تمت مراجعة خطة تشكيل القوات بعد ذلك، وبحلول عام 1965 تم تنظيم صفوف القوات بقيادة ضابطين بريطانيين، وضابط صف إماراتي و213 فرداً. وصل الضابطان البريطانيان في النصف الثاني من عام 1965، وتم انتدابهما من قوة ساحل عمان للعمل ضمن صفوف قوات الدفاع في أبوظبي، وهما الرائد (ترقى لاحقاً إلى رتبة عقيد) إدوارد (توج) ويلسون الذي شغل منصب قائد القوات، والنقيب (ترقى لاحقاً إلى رتبة مقدم) سي دبليو (تشارلز) وونتنر الذي شغل منصب نائب قائد القوات.

وفي عام 1966، تقرر إعادة تنظيم القوات لتتألف من سريتين عسكريتين وتمَّ تكليفهما بالانتشار على المواقع الحدودية المتاخمة للسعودية، وهي الحمرا على الساحل الحدودي بين قطر وأبوظبي، والعين. فيما كانت قوة ساحل عمان لا تزال متمركزة في العين وعلى امتداد منطقة طريف إلى الحمرا. وبنهاية عام 1965، تقرر أن يتمَّ إمداد قوات دفاع أبوظبي بعربات نقل خفيفة، استخدمت آنذاك سيارات من طراز لاندروفر وسيارات نقل من طراز بيدفورد، وتمَّ تنظيمها ضمن مجموعتين خفيفتي الحركة، وجماعة مزودة بقذائف الهاون متوسطة المدى. وبحلول يونيو عام 1966، وصل تعداد القوات إلى 158 فرداً، تتألف من ضابطين بريطانيين وأربع ضباط عرب، و13 ضابط صف، و59 جندياً مدرباً، و60 جندياً تحت التدريب إضافة إلى 20 مدنياً، وقائمة من الأفراد ضمن خطة الانضمام إلي صفوف القوات.

قرر الشيخ شخبوط سريعاً خطة توسُّع كبير للقوات لزيادة عدد الضباط البريطانيين من 2 إلى 9 ضباط لدعم خطة زيادة تعداد القوة العسكرية إلى 250 فرداً. وكانت الخطة قصيرة المدى لتنظيم القوات هي تمركز سريتين عسكريتين بصفة دائمة في الحمرا وجماعة متمركزة في ليوا، ومعسكر للقوات في العين وجماعة مسؤولة عن تمشيط المنطقة. وفي عام 1966، تولى الشيخ زايد حكم أبوظبي.

الدور التاريخي للشيخ زايد في تشكيل قوة دفاع أبوظبي:

وبمجرد تولي الشيخ زايد مقاليد الحكم، قرَّر على وجه السرعة زيادة عدد القوات وتنمية مواردها وتنظيم صفوفها ودعمها، وأصبحت حينها تعرف باسم قوات دفاع أبوظبي، حيث كانت خطة الشيخ زايد التي أطلقها في عام 1966 هي زيادة عدد القوات ليصل قوامها من 800 إلى 1000 فرد خلال عامين إلى ثلاثة أعوام من توليه للحكم، ولكن سرعان ما عمل الشيخ زايد على زيادة عدد القوات ليصل قوامها إلى 1500. وانتهج الشيخ زايد سياسة حكيمة قائمة على التعاون بين القوات المسلحة ذات المصالح المشتركة (مثل قوة ساحل عمان والقوات النظامية البريطانية) للعمل معاً على إرساء الأمن والاستقرار ومواجهة أي تهديد لسيادة أبوظبي، إلى جانب القيام بمهام الحفاظ على الأمن الداخلي وتحقيق السلم العام. وكان تشكيل القوات يتألف من كتيبة مشاة، وسرية مدرعات، وبطارية مدفعية، إضافة إلى التعاون مع شركات متخصصة في الخدمات اللوجستية والدعم. وعلى خلفية الزيادة في عدد القوات، قرر الشيخ زايد ضم خبرات إضافية إلى صفوف القوة العسكرية، وتم فتح الانتداب والتعيين بنظام التعاقد للأفراد العسكريين البريطانيين على نطاق واسع، والتي بدأت في التوافد للانضمام إلى القوات، وكان أول الضباط المتعاقدين هو الرائد (ترقى لاحقاً إلى رتبة عقيد) بيتر ماكدونالد، الذي انضمَّ إلى القوات بتاريخ 18 أغسطس عام 1966، واستدعاه الشيخ زايد شخصياً على خلفية عمله معه في السابق في عام 1953 عندما كان الرائد ماكدونالد قائد سرية متمركزة في العين. وكان على رأس أولويات الشيخ زايد تأسيس معسكر للتدريب والتعبئة، وقد أنشأه بنهاية عام 1966، وتمَّ تعيين الضبّاط البريطانيين إلى جانب ضبّاط صف عرب وإماراتيين لتولي مهام التدريب والتجهيز للقوات.

الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، القائد الأعلى لقوات دفاع أبوظبي وحاكم أبوظبي، يصافح القائد العسكري سانت جورج بوولي، قائد الجناح العسكري البحري في قوات دفاع أبوظبي.  (المصدر: الأرشيف الوطني للإمارات، سنة 1986 ميلادية)
الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، القائد الأعلى لقوات دفاع أبوظبي وحاكم أبوظبي، يصافح القائد العسكري سانت جورج بوولي، قائد الجناح العسكري البحري في قوات دفاع أبوظبي. (المصدر: الأرشيف الوطني للإمارات، سنة 1986 ميلادية)

وعلى الرغم من رفض بريطانيا للتوسُّعات التي نفذها الشيخ زايد لتعداد القوات وتنظيمها وتجهيزها، إلا أنَّ السياسة الحكيمة للشيخ زايد كان لها دورٌ كبيرٌ في قبول قائد قوة ساحل عمان للوضع وتأكيده الالتزام التام بالتعاون مع قوات دفاع أبوظبي.

في يناير 1968، أعلنت الحكومة البريطانية بشكل غير متوقع انسحاب قواتها من الخليج بحلول عام 1971، وكان لهذا الأمر تداعياته من منظور السياسة في أبوظبي على صعيدين؛ الأول ضرورة تأسيس تحالفات عسكرية للتعاون مع قوات دفاع أبوظبي في حال تعرُّضها لأي هجوم عسكري، والثاني هو ضرورة وضع خطة لتعويض النقص في قوات الحماية بسبب غياب القوات البريطانية لضمان حماية الإمارة وسلامة أراضيها. وأتبع هذه السياسة تغييرات كبيرة في تنظيم وتشكيل قوات دفاع أبوظبي؛ ففي عام 1968، تألفت القوات من سرية عربات خفيفة الحركة، وثلاث سرايا مشاة، وسرية حرس أميري، وبطارية هاون 81 مم، وسرية مشتركة لقيادة القوات وجماعة إشارة، وسرية مشتركة للنقل والتجهيزات الفنية، ومعسكر للتدريب والتعبئة. وتمَّ ضمُّ قطعة بحرية 40 قدماً إلى جناح البحرية وتأسس الجناح الجوي، وتمَّ ضمُّ طائرتي نقل وطائرتين هليكوبتر للاستطلاع التكتيكي.

وتمَّ تحديد المهام المكلفة للقوات على النحو التالي: (1) ضمان استقلال وسلامة ووحدة الأراضي ضد أي تدخل خارجي، (2) الحفاظ على الأمن والسلم العام والنظام، وخاصة الحماية ضد أعمال التخريب والهجرة غير الشرعية. وتمَّ تعديل تشكيل قوات دفاع أبوظبي لتنفذ الأهداف الاستراتيجية التي استمرَّ العمل بها حتى موعد مغادرة القوات البريطانية في عام 1971، حيث تألفت آنذاك من قوة قوامها يصل إلى لواء تقريباً (كانت تُقدَّر آنذاك بما يقرب من 3400 فرد) كانت على درجة عالية من الاستعداد والجاهزية لحماية الأراضي والأرواح والممتلكات بمجرد انسحاب القوات البريطانية. وتألفت القوات في هذا الوقت من: (1) قوات برية تتألف من فوج مدرعات، وكتيبة من بطاريات الهاون الخفيفة والمتوسطة 81 مم و 105 مم، وكتيبتي مشاة، وسرية إشارة، وسرية قيادة القوات، وسرية حرس أميري، وسرية نقل، وسرية إسعاف ميداني، وورشة لصيانة وإصلاح المدرعات وعربات نقل الجنود، ومعسكر للتدريب يضمُّ أكاديمية لتدريب العسكريين العرب، ومدرسة لتدريب الشباب. (2) جناح بحري يتألف من 6 قطع بحرية 40 قدماً، و3 قطع بحرية كبيرة لتمشيط المياه الإقليمية. (3) جناح جوي يتألف من سرية نقل وسرية استطلاع.

حكمة الشيخ زايد في التعامل مع الضغوط البريطانية ومواصلته تعزيز قوة دفاع أبوظبي:

كانت هناك ضغوط من القوات البريطانية على الشيخ زايد لتخفيض عدد القوات والتجهيزات العسكرية والتصدي لسياسة أبوظـبي لضم معدات وتجهيزات عسكرية متطورة، إلا أنَّ الشيخ زايد استمرَّ في دعم قوات دفاع أبوظبي معتمداً على سياسته الحكيمة التي تركز دائماً على الاستخدام السلمي للقوات وأنَّ أبوظبي من حقها أن تحافظ على سيادة وسلامة أراضيها.

تشكل الجناح الجوي لقوات دفاع أبوظبي في عام 1968 ليوفر النقل الجوي للقوة العسكرية والجاهزين لشن الغارات الجوية لتغطية الانتشار البري لقوات المشاة. ودخلت أول طائرة عسكرية إلى الخدمة في عام 1968. وفي منتصف عام 1971 تألف الجناح الجوي من طائرات حربية مقاتلة، ومروحيات خفيفة وطائرات نقل. وكان أول وصول لطائرات من طراز بريتين نورمان أيسلاندر وهي طائرات مناسبة للطبيعة الصحراوية وكان تمركزهما في مدرج طائرات البطين. وبنهاية العام، تمَّ ضم طائرتين من طراز أوجستا بيل 206A جيت رينجرز، وأتبع ذلك العديد من صفقات شراء الطائرات ضمت مروحيتين من طراز بيل 205، وثلاث طائرات من طراز دي إتس سي 4 كاريبو المتخصصة في النقل التكتيكي، إضافة إلى 12 طائرة من طراز هوكر هانترز أم كي 9. وصلت هذه الطائرات وتمَّ ضمها إلى الخدمة بين عامي 1970 و1971، وتمَّ التعاقد مع طيارين متعددي الجنسيات أغلبهم من بريطانيا، حتى استطاعت قوات دفاع أبوظبي من تطوير قدراتها الدفاعية والهجومية بسرعة فائقة.

ثمَّ وصل إلى الخدمة طائرتان من طراز جيت رينحرز، وطائرتين من طراز دي إتش سي 4 خلال عام 1971، وبنهاية عام 1971 كانت قوة الجناح الجوي تتألف من سرية من المقاتلات الجوية، وسرية طائرات نقل تتألف من 3 طائرات نقل.

وتأسَّست القوات البحرية لأبوظبي في إبريل عام 1967، وكانت مهمة الجناح البحري هي تمشيط ساحل المياه الإماراتي، وفرض السيطرة على الحدود البحرية لمنع أنشطة التهريب والهجرة غير الشرعية، وحماية مرافق النفط البحرية من أي هجوم محتمل. وانضمَّ إلى القوات البحرية أول مجموعة قوارب تمشيط في عام 1968 وفي عام 1970 تألفت القوات البحرية من 6 قطع بحرية صغيرة 40 قدماً، وثلاث قطع بحرية متوسطة 56 قدماً مهمتها تمشيط الحدود البحرية. وكانت القطع البحرية الصغيرة مجهزة برشاش آلي نصف بوصة ورشاشين 0.303 بوصة، بينما تمَّ تجهيز القطع البحرية المتوسطة بمدفعين 20 مم ورشاشين 7.62 مم. وكان التمركز الرئيس للجناح البحري ومقر قيادته بالقرب من معسكر آل نهيان في جزيرة أبوظبي.

الهيكل النظامي لقوات دفاع أبوظبي:

حتى عام 1969 تألف الهيكل النظامي لقوات دفاع أبوظبي من قائد القوات الذي كان يتبع مباشرة حاكم أبوظبي، ويعاونه نائب قائد القوات الذي يعمل تحت قيادته مجموعة صغيرة من الأفراد المعاونين. تغير هذا الهيكل في فبراير عام 1969 مع تشكيل القيادة العامة لقوات الدفاع واستحداث منصب رئيس قوات الدفاع. وبالتالي أصبح قائد قوات دفاع أبوظبي يتبع مباشرة رئيس قوات الدفاع، وهو المنصب الذي تقلده سمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، ابن حاكم أبوظبي وولي العهد منذ عام 1969، ويتبع مباشرة الحاكم بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة. ثمَّ تحوَّلت القيادة العامة لقوات الدفاع في عام 1971 إلى وزارة الدفاع، وأصبح رئيس قوات الدفاع وزيراً للقوات المسلحة، وهو المنصب الذي شغله سمو الشيخ خليفة.

ومع التنمية الاقتصادية، تطوَّر الجناح البحري والجناح الجوي التابعين لقوات دفاع أبوظبي، وضمَّ الهيكل النظامي لقواتهما الكثير من المناصب والوظائف الإضافية، ثمَّ تحول الجناح البحري في عام 1971 بشكل رسمي إلى القوات البحرية التابعة لقوات دفاع أبوظبي، وتحوَّل الجناح الجوي إلى القوات الجوية التابعة لقوات دفاع أبوظبي في عام 1972. ثمَّ أضيفت تغييرات أخرى على الهيكل النظامي للقوات في عام 1973، حيث تمَّ إعادة تشكيل قوات دفاع أبوظبي لتتألف من أربع قيادات: القوات البرية، القوات الجوية، القوات البحرية، والحرس الأميري، وتمَّ إلغاء منصبي قائد قوات دفاع أبوظبي ونائبه. كما تمَّ حل جميع الوزارات وإلغاء مناصب جميع الوزراء في هذا الوقت في إطار الجهود الحثيثة آنذاك لدعم تأسيس الاتحاد. وبعدها تمَّ تغيير اسم قوات دفاع أبوظبي إلى القيادة العامة للقوات المسلحة في أبوظبي، وترأسها وكيل وزارة الدفاع السابق اللواء الشيخ فيصل بن سلطان القاسمي، الذي يحمل الآن لقب رئيس أركان القوات المسلحة في أبوظبي. وعلى إثر هذه التعديلات، أصبح سمو الشيخ خليفة القائد الأعلى للقوات المسلحة.

عرض عسكري لقوات دفاع أبوظبي بالزي الرسمي الصيفي للاحتفالات العسكرية  (المصدر: الأرشيف الوطني للإمارات، 1971)
عرض عسكري لقوات دفاع أبوظبي بالزي الرسمي الصيفي للاحتفالات العسكرية (المصدر: الأرشيف الوطني للإمارات، 1971)
عرض عسكري لسرية المشاة التابعة لقوات دفاع أبوظبي. يعتلي ناقلات الجند المدرعة الضباط الإماراتيون، ويظهر على الشكل الهندسي الثلاثي أعلى المدرعة طلاء ملون يظهر كتابة بحروف عربية، كما يحمل برج الهجوم شعار قوات دفاع أبوظبي  (المصدر: الأرشيف الوطني للإمارات، 1971)
عرض عسكري لسرية المشاة التابعة لقوات دفاع أبوظبي. يعتلي ناقلات الجند المدرعة الضباط الإماراتيون، ويظهر على الشكل الهندسي الثلاثي أعلى المدرعة طلاء ملون يظهر كتابة بحروف عربية، كما يحمل برج الهجوم شعار قوات دفاع أبوظبي (المصدر: الأرشيف الوطني للإمارات، 1971)

تاريخ تشكل القوات البرية في أبوظبي:

ضمت القوات البرية كتيبة ثانية للمشاة (كتيبة سلطان بن زايد) في عام 1971، لتدخل الخدمة إلى جانب أول كتيبة مشاة (كتيبة صلاح الدين)، وكتيبة مدفعية (كتيبة حمدان بن زايد). وكان التشكيل العسكري للقوات البرية بنهاية عام 1973 يتألف من كتيبتين مشاة (بقوة 743 فرداً لكل كتيبة) تتألف كل منها من مركز قيادة وثلاث سرايا مشاة، وكتيبة مدرعات (بقوة 600 فرد تقريباً) تتألف من مركز قيادة، ووحدة صواريخ مضادة للدبابات محمولة على مدرعات مجنزرة، وكتيبة مدفعية (بقوة 400 فرد تقريباً) تتألف من مركز قيادة وبطاريتين مزودة بمدافع هاوتزر 25 رطلاً.

* العقيد إدوارد "توج" ويلسون، أول قائد لقوات دفاع أبوظبي (المصدر: الأرشيف الوطني للإمارات، 1971)
* العقيد إدوارد “توج” ويلسون، أول قائد لقوات دفاع أبوظبي (المصدر: الأرشيف الوطني للإمارات، 1971)

بحلول عام 1974 تطوّرت القوات البرية لتصبح بحجم لواء عسكري كامل، كما تطوّرت الوحدات المساندة لتصبح بحجم كتائب عسكرية، وذلك على خلفية التعزيزات العسكرية الكبيرة التي وصلت إلى قوة دفاع أبوظبي والتي بدأت في التوافد بداية من عام 1970؛ حيث اشتملت هذه التعزيزات العسكرية للقوات البرية على وجه التحديد على 200 ناقلة جند مدرعة، والسيارات المدرعة متعددة الاستخدامات، والمقطورات المزودة بالمدافع الخفيفة والمتوسطة والثقيلة، وكميات كبيرة من الذخائر والصواريخ المضادة للدبابات والصواريخ «أرض أرض»، «وأرض جو»، ليعزز ذلك قدرات القوات البرية ويرفع قدراتها الدفاعية والهجومية.

تأسيس أول سرية دفاع جوي عام 1974

انضمت أول سرية دفاع جوي إلى قوة دفاع أبوظبي في عام 1974، وتطوّرت على مدار أشهر قليلة لتصبح عبارة عن كتيبة دفاع جوي تتكون من 3 سرايا ومركز قيادة، واعتمدت في تسليحها على مدافع 20 مم وصواريخ من طراز رابيير «Rapier».

الهيكل النظامي لقوة دفاع أبوظبي عام 1974

 

بناء منظومة التدريب العسكري المؤسسية لقوة دفاع أبوظبي بين عامي 1971 و1976

شهدت الأشهر الأولى من عام 1970 المزيد من التعزيزات العسكرية لقدرات الوحدات التدريبية لقوة دفاع أبوظبي، واشتمل ذلك على العديد من نواحي التطوير للكادر التدريبي المؤسَّسي للقوات المسلحة، كان على رأسها تأسيس أكاديمية زايد العسكرية في مدينة العين عام 1971، لتدريب الطلاب الملتحقين بالأكاديمية وتأهيلهم قبل الانضمام الرسمي لقوة دفاع أبوظبي، كما شهد العام 1974 تأسيس مركز تدريب القوات المدرعة وإنشاء مدرسة لتدريب الطلاب العسكريين في منطقة المفرق لتأهيلهم للانضمام إلى كتائب المدرعات في قوة دفاع أبوظبي، إلى جانب تطوير العديد من وحدات التدريب من بينها تطوير مستودع الانتقاء والتوجيه المسؤول عن اختيار وقبول الطلاب العسكريين في مدينة العين وتحويله إلى قطاع تدريبي متكامل على شكل كتيبة عسكرية تقوم بمهام الانتقاد والتوجيه والانتقال والترحيل للطلاب الجدد. وتأسَّست أيضاً مدرسة المشاة في عام 1974 وتولّت مهام تدريب ضبّاط الصف وقادة الوحدات العسكرية وقادة السرايا العسكرية، وتمَّ تطوير برامجها التدريبية العسكرية لتقوم بدور مهم في تعزيز المهارات القيادية والعسكرية للقادة. وبناء على توجيهات من الشيخ زايد بن سلطان، تمَّ وضع خطة متكاملة لتطوير البنية التحتية الكاملة والهيكل النظامي والبرامج التدريبية والمرافق الخدمية في جميع الوحدات الفرعية والكتائب العسكرية، واشتمل ذلك على تأسيس المستشفى العسكري في عام 1974.

تاريخ تطوّر تعداد قوة دفاع أبوظبي بين عامي 1973و 1976

وبذلك أصبحت قوة دفاع أبوظبي متكاملة التجهيزات من حيث الأفراد والمعدات والأسلحة، حيث وصل تعداد القوات في أوائل عام 1973 ما يقرب من 12,000 فرد يخدم أغلبهم في صفوف القوات البرية، وتوسّعت في مطلع عام 1974 ليصل تعداد القوات إلى 13,000 فرد، وبحلول عام 1976، الذي شهد توحيد القوات المسلحة الإماراتية، وصل تعداد قوة دفاع أبوظبي إلى 15,000 فرد

تعزيز قدرات قوة دفاع أبوظبي بأسطول جوي متطوّر

في منتصف عام 1972، شهد سلاح الجو التابع لقوة دفاع أبوظبي الكثير من التوسّعات بضم طائرتين مقاتلتين من طراز أيسلاندر «Islander» و3 طائرات نقل متوسط من طراز إس إيه 330 «SA 330» ومجموعة من طائرات الهليكوبتر، 5مروحيات خفيفة من طراز آلوتي 3 «Aloutte III»، وفي عام 1973 شهد سلاح الجو طفرة كبيرة من حيث قدرات التسليح بضم 30 طائرة مقاتلة من طراز ميراج، لتعزز بذلك القدرات الهجومية لقوة دفاع أبوظبي، حيث تمركزت القوات الجوية في قاعدة البطين الجوية التي تمَّ تجهيزها ببنية تحتية ومرافق خدمية متطورة للملاحة الجوية، لتخدم كلاً من حركة الطيران المدني والعسكري لدرجة أن شهدت الممرات الموجودة بالقاعدة ازدحاماً كبيراً بسبب زيادة عدد الطائرات المتمركزة بها، ونتيجة لذك تمَّ نقل سرية الطائرات الحربية المقاتلة إلى مطار الشارقة في يوليو عام 1973، وبعدها بسنوات قليلة انتقلت طائرات الميراج إلى قاعدة المقطرة الجوية (المعروفة حالياً باسم قاعدة الظفرة الجوية) والتي تبعد نحو 40 كم جنوب شرق قاعدة البطين.

ونظراً لحجم التوسُّعات الكبيرة التي شهدتها صفوف القوات الجوية التابعة لقوة دفاع أبوظبي، تمَّ تعديل اسمها ليصبح القوات الجوية الإماراتية في عام 1974، وكانت تتألف في هذا التوقيت من مركز للقيادة، وثلاث سرايا جوية متخصصة، ووحدة الرادار ومركز لإدارة الملاحة الجوية.

تاريخ تطوّر القيادة في القوات الجوية الإماراتية بين عامي 1960 و1980

في الستينيات من القرن الماضي كانت الأغلبية من الطيارين والضباط في سلاح الجو من البريطانيين، ومع بداية سبعينيات القرن الماضي انضم العديد من الضباط المنتدبين من السودان والأردن وباكستان، وبنهاية عام 1973 كانت الأغلبية في صفوف القوات الجوية من الضباط الباكستانيين.
وحتى عام 1972 كان قائد القوات الجوية التابعة لقوة دفاع أبوظبي ضابطاً بريطانياً بنظام التعاقد، ثمَّ انتقلت القيادة إلى ضابط باكستاني منتدب، الذي أعقبه تغيير كبير في صفوف الضبّاط لتكون الأغلبية بعد ذلك من الضبّاط الباكستانيين المنتدبين حتـى مطلع عام 1980.

الهيكل النظامي لسلاح الجو التابع لقوة دفاع أبوظبي عام 1974

 

القوات البحرية التابعة لقوة دفاع أبوظبي – القوات البحرية الإماراتية:

بين عامي 1971 (الذي شهد تشكيل جناح القوات البحرية التابعة لقوة دفاع أبوظبي) و1976 (الذي شهد اتحاد القوات المسلحة الإماراتية وتغيير اسم القوات البحرية إلى القوات البحرية الإماراتية) كان قوام القوات البحرية يتألف من 6 قطع بحرية 110 أقدام كل منها مجهز بمدفعين 30 مم ومدفع 20 مم، إضافة إلى 5 قطع بحرية انضمت إلى صفوف القوات بين عامي 1974 و1975 تمركزت على شواطئ المياه البحرية التابعة لإمارة أبوظبي، وتمَّ تجهيز كل منها بمدفع خفيف 9 مم.

وشهدت القوات البحرية خلال تلك الفترة تعزيزات كبيرة، ولاسيما في عام 1973، حيث تمَّ ضم وحدة عمليات قتالية تأسَست في أقصى غرب سواحل أبوظبي في منطقة دوحة القويسات، كما تأسَّست وحدة أخرى في منطقة خورفكان في إمارة الشارقة للتمركز في خليج عمان، وتم نقل القاعدة البحرية الرئيسة من مكانها القديم بالقرب من معسكر آل نهيان إلى قاعدة بحرية جديدة أنشئت في المياه العميقة في ميناء أبوظبي.

في عام 1975 وصل تعداد القوات البحرية التابعة لقوة دفاع أبوظبي إلى 400 فرد، كان أغلبهم من غير المواطنين، حيث تعاقدت القوات البحرية مع مجموعة كبيرة من الضباط البريطانيين لشغل الصفوف القيادية في السنوات الأولى لتشكّله. وفي عام 1976 تمَّ استبدال معظم الضباط البريطانيين بضباط مصريين وباكستانيين منتدبين لشغل المناصب القيادية، فيما شغل ضباط الصف العمانيون الوظائف التقنية وضباط الصف والجنود الباكستانيون الوظائف الأساسية في تشكيل القوات البحرية.

تألف الهيكل النظامي للقوات البحرية الإماراتية خلال هذه الفترة من مركز قيادة القوات البحرية، وسرية دورية، وسرية قوارب أميرية (اليخوت التابعة لحكام الإمارات)، وورشة صيانة، ووحدة إمداد وتموين صغيرة، وتألفت سرية قوارب الدورية من ثلاث أقسام كل منها يتألف من قاربين 40 قدماً وقارب 56 قدماً.

الهيكل النظامي للقوات البحرية التابع لقوة دفاع أبوظبي عام 1974

قوة دفاع دبي

(19711976)

تشكُّل قوة دفاع دبي :

في عام 1970، أمر الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم حاكم دبي بتشكل قوة دفاع دبي، وكان أول قائد لها هو النقيب كيث ستيل، الذي انتقل من قوة ساحل عمان بعد حلّها رسمياً للانضمام إلى قوة دفاع دبي في فبراير 1970 وفقاً لتعليمات أصدرها سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، القائد العام لقوة شرطة دبي، والذي كان قد وضع، قبل وصول النقيب كيث ستيل، الهيكل النظامي للقوات، وأصدر الأوامر العسكرية التي تنص على تعداد أفرادها وتسليحها واختصاصاتها، وكلف سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم النقيب كيث ستيل بإنشاء قوة تتألف من 400 : 500 فرد.

شارة غطاء الرأس لقوة دفاع دبي. (المصدر: مايلز ستوكويل)
شارة غطاء الرأس لقوة دفاع دبي. (المصدر: مايلز ستوكويل)

وصل النقيب ستيل، والذي كان يبلغ من العمر 27 عاماً في فبراير 1971 وكان يخدم في صفوف قوة ساحل عمان ضمن الصفوف القيادية، وانضم إلى قوة دفاع دبي، وبدأ بتنفيذ أوامر الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بتجهيز وتدريب القوات، فقام النقيب كيث ستيل بانتداب أحد الضباط العرب التابعين لقوة ساحل عمان، ومجموعة من ضباط الصف لمعاونته في المهام التي كُلِّف بها.

*النقيب كيث ستيل – الضابط البريطاني المنتدب والمكلف بتأسـيس قـوة دفـاع دبـي. (المصـدر: كيث ســتيل)
*النقيب كيث ستيل – الضابط البريطاني المنتدب والمكلف بتأسـيس قـوة دفـاع دبـي. (المصـدر: كيث ســتيل)

 

وفي منتصف عام 1971 وصلت دفعة من الأفراد العسكريين الأردنيين للمعاونة في مهام التعيين والتدريب للأفراد والجنود، والتي لم تكن فعّالة بالقدر الكافي وصدرت أوامر بحلها. ولدعم قوة دفاع دبي بمجموعة من الأفراد المدربين، سمحت قوة ساحل عمان لأفرادها من مواطني إمارة دبي بتقديم استقالاتهم والانضمام إلى صفوف قوة دفاع دبي، كما تمَّ تعيين مجموعة كبيرة من الأفراد فيما بعد لتوفير الحراسة لحاكم دبي.

*ســمو الشــيخ محمــد بــن راشــد آل مكتــوم بالــزي العســكري شــارة قــوة دفــاع دبــي علــى غطــاء الــرأس. ًحامــلا ً) كان الشــيخ محمــد بــن راشــد وزيــرا1972-1971 خــلال الفتــرة ( لشــرطة دبــي والقــوات المســلحة التابعــة لقــوة ًللدفــاع ورئيســا دفــاع دبــي. (المصــدر: كيــث ســتيل)
*ســمو الشــيخ محمــد بــن راشــد آل مكتــوم بالــزي العســكري شــارة قــوة دفــاع دبــي علــى غطــاء الــرأس. ًحامــلا ً) كان الشــيخ محمــد بــن راشــد وزيــرا1972-1971 خــلال الفتــرة ( لشــرطة دبــي والقــوات المســلحة التابعــة لقــوة ًللدفــاع ورئيســا دفــاع دبــي. (المصــدر: كيــث ســتيل)

الشيخ راشد آل مكتوم يصدر أوامره بتشكيل قوة دفاع دبي من المواطنين:

أصدر الشيخ راشد آل مكتوم تعليماته بأن تتشكَّل قوة دفاع دبي من مواطني دبي والإمارات الأخرى، وتقليص انضمام الجنسيات الأجنبية إلى الحد الأدنى حسب الاحتياجات الفنية والمهارية للقوات.

* شارة رتبة رائد المستخدمة في النظام العسكري لقوة دفاع دبي. (المصدر: مايلز ستوكويل)
* شارة رتبة رائد المستخدمة في النظام العسكري لقوة دفاع دبي. (المصدر: مايلز ستوكويل)

 

في عام 1973، تطور تشكيل قوة دفاع دبي لتشمل ثلاث سرايا: مشاة تتألف كل منها من 150 فرداً. وتمَّ تجهيز كل سرية بعدد كافٍ من سيارات لاندروفر للمساعدة في نقل القوات والقيام بمهام الدوريات والعمليات العسكرية، ثمَّ تطور تشكيل القوات لتصبح عبارة عن كتيبة كبيرة مسلحة بكافة التجهيزات والعتاد العسكري وانتدبت دبي ضابطاً بريطانياً لتولي مهام قيادة القوات، فأرسلت بريطانيا عام 1972 العقيد توني واليرستين ليتولى مهام قيادة القوات حتى عام 1976، الذي شهد نقل منصب القيادة إلى أول ضابط إماراتي، الشيخ العقيد أحمد بن راشد آل مكتوم.

ومع وصول مجموعة كبيرة من السيارات المدرعة طراز صلاح الدين، والمدرعات القتالية في عام 1972، تشكّلت سرية مدرعات تتألف من 8 مدرعات (تم تعزيزها فيما بعد لتصل إلى 18 مدرعة) من طراز صلاح الدين، كما تمَّ تشكيل قوة حرس أميري تتألف من مجموعتين من أفراد المشاة ترتدي المجموعة الأولى الزي الرسمي للمراسم العسكرية، وترتدي المجموعة الثانية منها الزي الحربي.

وخلال تلك الفترة، قامت قوة دفاع دبي بتعزيز قدراتها بضم مجموعة من طائرات الهليكوبتر والطائرات المقاتلة الخفيفة ضمن عملية كبيرة لتعزيز قدرات الجناح الجوي التابع لقوة دفاع دبي، والذي كانت تتبع قيادته إلى شرطة دبي بوجه عام ويتلقى أوامره المباشرة من سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم القائد العام لقوة دفاع دبي وشرطة دبي.

 

* زر سـترة عسكرية فضي كان يستخدم ضمن الزي الرسمي لقوة دفاع دبي. (المصدر: مايلز ستوكويل)

تولى الجناح الجوي مهام مشتركة تابعة لكل من قوة دفاع دبي وشرطة دبي، وكانت المناصب القيادية للضباط والطيارين من الوافدين من الدول الغربية، إلى أن تمَّ تدريب وتجهيز مجموعة من مواطني إمارة دبي للانضمام إلى صفوف القوات.

ضباط ضمن صفوف قوة دفاع دبي: من اليمين: الملازم الشيخ محمد عبيد آل مكتوم، النقيب الشيخ أحمد مكتوم آل مكتوم، الرائد مايلز ستوكويل. (المصدر: مايز ستوكويل)
ضباط ضمن صفوف قوة دفاع دبي: من اليمين: الملازم الشيخ محمد عبيد آل مكتوم، النقيب الشيخ أحمد مكتوم آل مكتوم، الرائد مايلز ستوكويل. (المصدر: مايز ستوكويل)
صورة لقادة سرايا قوة دفاع دبي وإلى جانبهم سيارة لاندروفر مجهزة بمدفع. (المصدر: كيث ستيل)
صورة لقادة سرايا قوة دفاع دبي وإلى جانبهم سيارة لاندروفر مجهزة بمدفع. (المصدر: كيث ستيل)

 

وتوالت عمليات التوسُّع والتعزيزات لقوة دفاع دبي بين عامي 1974 و1975 والتي ضمَّت سرية مدرعات طراز سكوربيون، ومدافع هاون 81 مم، ومدافع مضادة للطائرات طراز هيسبونا-سويزا، ومدافع مضادة للدبابات طراز كارل كوستافا 84 مم، وسيارات طراز بيدفورد وسيارات مدرعة طراز سكاميل ورشاشات متعددة الأغراض ليكتمل عتاد وتجهيز قوة دفاع دبي بأحدث الأسلحة المتطورة خلال تلك الفترة.

تسلسل انتقال قيادة قوة دفاع دبي من القيادة البريطانية إلى القيادة الإماراتية

  • خلال الفترة 1972-1974 تولى الضابط البريطاني المنتدب المقدم توني واليرستين قيادة القوات.
  • خلال الفترة 1972-1976 انتقلت قيادة القوات إلى الضابط البريطاني المنتدب العقيد ميشيل باركلي.
  • في عام 1976 قام العقيد ميشيل باركلي بتسليم قيادة القوات إلى أول قائد إماراتي، الشيخ العقيد أحمد بن راشد آل مكتوم.

تعزيز القوات ورفع كفاءتها القتالية والعسكرية

  • خلال الفترة من منتصف 1970 إلى 1974 شهدت قوة دفاع دبي العديد من مراحل التعزيزات والتطوير في عدد الأفراد وتشكيلها النظامي والمعدات والتجهيزات العسكرية.
  • عام 1974، وصل تعداد قوة دفاع دبي إلى:
  • 3 سرايا مشاة
  • سريتي مدرعات
  • سرية قتال بمدافع الهاون
  • قوة حرس أميري
  • وحدة دعم على هيئة سرية إشارة مصغرة
  • سرية مدفعية
  • ورشة صيانة
  • سرية تدريب الصبية
  • بحلول عام 1975 وصل التعداد الإجمالي لقوة دفاع دبي إلى 1,733 فرداً، ووصلت المزيد من التعزيزات والتجهيزات العسكرية؛ ليتم تشكيل كتيبة قتالية عالية الكفاءة والجاهزية العسكرية في بداية عام 1976، إضافة إلى كتيبة مشاة تمَّ تجهيزها بسيارات لاندروفر، إلى جانب سرية موسيقى عسكرية.
  • خلال الفترة من 1974 و1975 تمَّ تعزيز الجناح الجوي لقوة دفاع دبي بطائرة إضافية ضمن عملية تطوير إمكاناته ورفع الكفاءة من الاعتماد على المروحيات فقط ليضم طائرتي نقل، وثلاث طائرات حربية خفيفة، وطائرة مقاتلة.
  • في بداية عام 1976 اكتملت التجهيزات العسكرية للجناح الجوي لقوة دفاع دبي، وأصبح يضم ما يقرب من 12 طائرة حربية ومقاتلة، ليتحوَّل إلى ما يمكن أن يطلق عليه سلاح جو خفيف.
  • أقامت قوة دفاع دبي العديد من المعسكرات ووحدات التمركز في مختلف أرجاء الإمارة؛ حيث كان مقر قيادة القوات في الجميرا، ومركز التدريب في العوير، ومعسكر التدريب في حتى، ومعسكر للمشاة في جبل علي.

تغيير اسم قوة دفاع دبي إلى القوات المسلحة المركزية وانضمامها إلى القوات المسلحة الإماراتية

في عام 1976 تمَّ تغيير اسم قوة دفاع دبي إلى القوات المسلحة المركزية، وأصبحت ضمن مراكز القيادة الوطنية التي تتبع حالياً القوات المسلحة الإماراتية.

الهيكل النظامي لقوة دفاع دبي 1974

 

قوة دفاع الاتحاد

النواة الأولى لتشكّل

القوات المسلحة الإماراتية

اتحاد الإمارات أنموذج لوحدة الصف والراية منذ اللحظة الأولى:

مع إعلان اتحاد الإمارات في الثاني من ديسمبر 1971، وحل جميع المعاهدات الخاصة بدول الساحل المتصالح، انتهت حقبة الحماية البريطانية للإمارات، وفي أعقابها تمَّ حل قوة ساحل عمان التي كانت تتألف في ذلك الوقت من 1500 جندي متمركزين في 5 معسكرات بالدولة، وكانت مسؤوليتها حفظ الأمن الداخلي والحدودي للبلاد.

وخلال الأيام القليلة التي سبقت إعلان الاتحاد، قام حكّام الإمارات بعقد جلسات مباحثات مع قيادات القوات البريطانية للتنسيق لحل وإعادة تشكُّل قوة ساحل عمان، وترتيبات الانتقال السلس للقوة العسكرية النظامية الوحيدة الموجودة في تلك الفترة، وبناءً عليه تمَّ الاتفاق على تشكيل قوة دفاع الاتحاد، على أن يتكوَّن بشكل أساسي من أفراد قوة ساحل عمان، إضافة إلى فتح باب التجنيد أمام مواطني دولة الإمارات للانضمام لصفوف القوة العسكرية الاتحادية التي كان من واجبها حفظ الأمن والاستقرار للبلاد في الداخل، وعلى المناطق الحدودية للدولة.

في 21 ديسمبر 1971 تمَّ حل قوة ساحل عمان رسمياً، وتسريح كافة أفرادها. وفي اليوم التالي، بدأ العمل بالمرسوم الإماراتي الذي أعلن تشكّل قوة دفاع الاتحاد، ونصَّ على أن يتولى إدارتها وزير الدفاع الاتحادي، سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وكان يبلغ من العمر 22 عاماً آنذاك.

العبقرية في الانتقال السلس للنظام العسكري في زمن قياسي:

تمَّ فتح الباب إلى جميع أفراد قوة ساحل عمان المنحلة للانضمام إلى صفوف قوة دفاع الاتحاد، وبالفعل انضم أكثر من 99% من القوة، كما تطوَّع أغلب الضبّاط وضبّاط الصف البريطانيين للخدمة في صفوف القوات بنظام الانتداب، ولم يشهد اليوم الأول لتشكُّل قوة دفاع الاتحاد ثمة تغيير يذكر على هيكل وتشكيل القوات كما كانت من قبل ضمن صفوف قوة ساحل عمان، لتشكّل النواة للقوة العسكرية الاتحادية التي شهدت العديد من مراحل التطوُّر وإعادة التنظيم وإعادة الانتشار فيما بعد، وكان تمويلها من موازنة الاتحاد.

 

شارة غطاء الرأس لأفراد قوة دفاع الاتحاد. (المصدر: إيدي باركس)
شارة غطاء الرأس لأفراد قوة دفاع الاتحاد. (المصدر: إيدي باركس)

 

شارة الكتف التي كان يحملها أفراد قوة دفاع الاتحاد. (المصدر: كليف لورد)
شارة الكتف التي كان يحملها أفراد قوة دفاع الاتحاد. (المصدر: كليف لورد)

 

تطوُّر التشكيل النظامي للقوات المسلحة وتسميتها القوات المسلحة الاتحادية

الإعلان الرسمي لتشكيل القوات المسلحة الإماراتية – 6 مايو 1976:

في 6مايو 1976، بدأت عملية توحيد القوات المسلحة في الإمارات ودمجها جميعاً تحت مسمى القوات المسلحة الإماراتية، بموجب المرسوم الذي أصدره المجلس الأعلى لاتحاد الإمارات، والذي يمثِّل الذكرى السنوية للاحتفال بيوم القوات المسلحة الإماراتية.

وتضمن ذلك الدمج جميع قوات الدفاع التي كانت تتبع مباشرة لحكّام الإمارات، وهي:

  • قوة دفاع الاتحاد؛ القوات المسلحة الاتحادية (1976-1971)
  • قوة دفاع أبوظبي (-1965 1976)
  • قوة دفاع دبي (1971- 1976)
  • قوة دفاع رأس الخيمة (1986-1976)
  • الحرس الوطني لإمارة الشارقة (1972- 1976)
  • الحرس الوطني لإمارة أم القيوين (تأسَّس في عام 1976)

 

 

جنــود تابعــون لقــوة دفــاع الاتحــاد أثنــاء قيامهــم بدوريــة تمشــيط لاســتتباب الأمــن مســلحين برشاشــات خفيفــة. (المصــدر: ويليــام نايســميث)
جنــود تابعــون لقــوة دفــاع الاتحــاد أثنــاء قيامهــم بدوريــة تمشــيط لاســتتباب الأمــن مســلحين برشاشــات خفيفــة. (المصــدر: ويليــام نايســميث)

 

اتخذت القيادة المركزية أبوظبي مقراً لها، وانتقلت قيادة القوات المسلحة الإماراتية من القائد الأعلى للقوات المسلحة، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رئيس دولة الإمارات آنذاك إلى نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة آنذاك، سمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان.

وفي يناير 1978 أصدر سمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان مجموعة من المراسيم والقرارات التي تنصُّ على إعادة تشكيل القوات المسلحة الإماراتية وتطوير نظامها وهيكلها لتشمل عملية موسعة لتحديث المنظومة القتالية والعسكرية للقوات المسلحة الإماراتية على مختلف الصُّعد، حيث شملت تطويراً موسَّعاً للقوات البرية والجوية والبحرية وتعزيزها بأحدث الأسلحة والمعدات المتطورة آنذاك.

تسلسل الرتب العسكرية الإماراتية:

  • فريق أول
  • فريق
  • لواء
  • عميد
  • عقيد
  • مقدم
  • رائد
  • نقيب
  • ملازم أول
  • ملازم
  • وكيل أول
  • وكيل
  • رقيب أول
  • رقيب
  • عريف أول
  • عريف
  • جندي أول
  • جندي
شــارة غطــاء الــرأس لأفــراد المنطقــة العســكرية الوســطى. (المصــدر: كليــف لــورد)
شــارة غطــاء الــرأس لأفــراد المنطقــة العســكرية الوســطى. (المصــدر: كليــف لــورد)

 

شــارة عســكرية مخصصــة لأفــراد مركــز القيــادة التابــع للمنطقــة العســكرية الوســطى. (المصــدر: كليــف لــورد)
شــارة عســكرية مخصصــة لأفــراد مركــز القيــادة التابــع للمنطقــة العســكرية الوســطى. (المصــدر: كليــف لــورد)

 

مجموعة من الصور التي تبرز تعزيز القوات المسلحة الإماراتية  ورفع كفاءتها القتالية والعسكرية

(المصدر: ألبيرت جراندوليني)
(المصدر: ألبيرت جراندوليني)

 

(المصدر: توم كووبر)
(المصدر: توم كووبر)

 

(المصدر: ألبيرت جراندوليني)
(المصدر: ألبيرت جراندوليني)

 

(المصدر: توم كووبر)
(المصدر: توم كووبر)
(المصدر: ألبيرت جراندوليني)
(المصدر: ألبيرت جراندوليني)

 

(المصدر: توم كووبر)
(المصدر: توم كووبر)

 

تقرير مصوّر حول مظاهر تطوّر قوة دفاع أبوظبي

** الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، القائد الأعلى لقوة دفاع أبوظبي أثناء حضوره عرضاً عسكرياً وإلى جانبه من اليسار رئيس الأركان الفريق الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان وإلى جانبه من اليمين الضابط عوض محمد الخالدي (ضابط أردني منتدب وأول قائد أركان للقوات المسلحة الإماراتية عام 1976). (المصدر: الأرشيف الوطني لدولة الإمارات - 1973)
** الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، القائد الأعلى لقوة دفاع أبوظبي أثناء حضوره عرضاً عسكرياً وإلى جانبه من اليسار رئيس الأركان الفريق الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان وإلى جانبه من اليمين الضابط عوض محمد الخالدي (ضابط أردني منتدب وأول قائد أركان للقوات المسلحة الإماراتية عام 1976). (المصدر: الأرشيف الوطني لدولة الإمارات – 1973)

 

** سيارة مدرعة من قوة معسكر صلاح الدين التابع لقوة دفاع أبوظبي. يرتدي القائد بيريه أسود اللون يحمل شارة قوة دفاع أبوظبي. (المصدر: آلاستير ماكدونالد)** سيارة مدرعة من قوة معسكر صلاح الدين التابع لقوة دفاع أبوظبي. يرتدي القائد بيريه أسود اللون يحمل شارة قوة دفاع أبوظبي. (المصدر: آلاستير ماكدونالد)
** سيارة مدرعة من قوة معسكر صلاح الدين التابع لقوة دفاع أبوظبي. يرتدي القائد بيريه أسود اللون يحمل شارة قوة دفاع أبوظبي. (المصدر: آلاستير ماكدونالد)

 

** عرض عسكري لقوة دفاع أبوظبي بمناسبة الذكرى السنوية الخامسة لتولي الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان حكم إمارة أبوظبي. (المصدر: الأرشيف الوطني لدولة الإمارات - 1971)
** عرض عسكري لقوة دفاع أبوظبي بمناسبة الذكرى السنوية الخامسة لتولي الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان حكم إمارة أبوظبي. (المصدر: الأرشيف الوطني لدولة الإمارات – 1971)

 

** مجموعة «ذئاب الصحراء» التي تشكّلت في مطلع عام 1970 وأعيدت هيكلتها في عام 1971 وسميت «مجموعة طارق بن زياد» وتولت مهام الدفاع والحماية لمعسكر مركز قيادة القوات. (المصدر: الأرشيف الوطني لدولة الإمارات)
** مجموعة «ذئاب الصحراء» التي تشكّلت في مطلع عام 1970 وأعيدت هيكلتها في عام 1971 وسميت «مجموعة طارق بن زياد» وتولت مهام الدفاع والحماية لمعسكر مركز قيادة القوات. (المصدر: الأرشيف الوطني لدولة الإمارات)

 

** ضابط من القوات البحرية التابعة لقوة دفاع أبوظبي. (المصدر: دايفيد جريجوري - 1971)
** ضابط من القوات البحرية التابعة لقوة دفاع أبوظبي. (المصدر: دايفيد جريجوري – 1971)

 

** قارب دورية 40 قدماً «غضنفر بي 402» تابع للقوات البحرية التابعة لقوة دفاع أبوظبي. القارب مجهز بمدفعين رشاش ثقيل نصف بوصة ومدفعين رشاش خفيف 0.303 بوصة. (المصدر: الأرشيف الوطني لدولة الإمارات - 1971)
** قارب دورية 40 قدماً «غضنفر بي 402» تابع للقوات البحرية التابعة لقوة دفاع أبوظبي. القارب مجهز بمدفعين رشاش ثقيل نصف بوصة ومدفعين رشاش خفيف 0.303 بوصة. (المصدر: الأرشيف الوطني لدولة الإمارات – 1971)