” صحة دبي” تستعرض الجهود المبذولة في حماية المجتمع من كوفيد-19

مجالس

 1,649 عدد المشاهدات

مركز جمال بن حويرب للدراسات – دبي

قال مسؤولون ومختصون في القطاع الصحي في دبي، إن مجتمع دولة الإمارات استمد عزيمته وقوته في مواجهة جائحة كوفيد-19، من الرسائل بالغة المعاني التي وجهتها قيادتنا الرشيدية لأفراد المجتمع كافة، والتي أظهرت فيها قيادتنا – منذ اللحظة الأولى لظهور فيروس كورونا- قدرة الإمارات على احتواء الجائحة والتصدي لها والحد من مخاطرها.

واستشهد المسؤولون بما أكد عليه -في هذا الشأن- صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، عندما قال سموهما: ” سنعبر المرحلة وننتصر بتعاون الجميع والتزامهم”.

جاء ذلك في مستهل الأمسية العلمية والطبية، التي نظمها (مركز جمال بن حويرب للدراسات)، مساء أمس الأول، بحضور الدكتورة حنان السويدي رئيسة مسار الفحوصات والتطعيمات في مركز التحكم والسيطرة لمكافحة “كورونا” في دبي، والدكتورة هند العوضي رئيس قسم التعزيز والتثقيف الصحي في هيئة الصحة بدبي، وقدمها خالد الجلاف مدير إدارة البحوث والدراسات وتحليل البيانات في ” صحة دبي”، ومشاركة مجموعة من المسؤولين والمختصين والمهتمين بالشأن الصحي والمتابعين والإعلاميين.

 في بداية الأمسية، أوضح خالد الجلاف قيمة وأهمية المعلومات والبيانات في التخطيط وخاصة في مواجهة الأزمات، وأهميتها أيضاً في صناعة القرار، مؤكداً أن المعلومات العلمية الموثوقة كان لها دورها الأساس في تنمية الوعي المجتمعي تجاه جائحة كوفيد-19، وتعزيز الوقاية، فضلاً عن كونها أداة مهمة في عملية تبادل الخبرات والتجارب.

وقال إن هيئة الصحة بدبي كانت حريصة منذ بداية ظهور فيروس كورونا على التعامل مع المجتمع بكل شفافية، وخاصة في جانب البيانات العلمية والاستفسارات والرد على التساؤلات ومواجهة المعلومات المغلوطة، والأقاويل المبالغ فيها.

وتحدثت الدكتورة هند العوضي عن طرق الوقاية من وباء ” كوفيد 19″ ، قائلة: إن الوباء الذي ظهر في منطقة ووهان في الصين في أواخر العام 2019، وانتشر في العالم بعد ذلك  ، قد يشبه في أعراضه ( البرد والإنفلونزا)، ولكن تأثيره أكبر بكثير منها، وهو وباء شديد العدوى وسريع الانتشار. لذا كان لزاماً على الجهات الرسمية المعنية التحرك بسرعة لمواجهته ومكافحته، وهذا ما حدث بالفعل تجاه هذا الفيروس المستجد (كورونا).

وأشارت إلى أن القطاع الصحي في الدولة، وفي دبي على وجه التحديد، كان سريعاً في المواجهة، وكانت إجراءات التصدي فاعلة وقوية على جميع المستويات من القيادات الصحية والكوادر الطبية والطبية المساندة والتمريضية والإدارية، حيث كان الكل صفاً واحداً، مستلهماً من رسائل قيادتنا الرشيدة العزيمة والإصرار وكل مقومات التحدي.

لفتت الدكتورة هند العوضي أيضاً إلى الإمكانيات الهائلة التي يمتلكها القطاع الصحي، وقدراته من قوى بشرية وتجهيزات وتقنيات حديثة ووسائل علاج وبروتوكولات متقدمة وأساليب وقاية متطورة، وغير ذلك من أدوات مكنت -بفضل الله سبحانه وتعالى – من التصدي لجائحة كوفيد-19، والتعامل معها بالشكل الأمثل، وهو ما جعل الإمارات ضمن قائمة الدول الأولى عالمياً في التعامل مع الجائحة، ومن الدول الأكثر أماناً من مخاطر فيروس كورونا.

وتابعت حديثها، موضحة أن فيروس كورونا هو أحد الفيروسات التاجية المكتشفة، ولخطورته وسرعة انتشاره وصفته منظمة الصحة العالمية بالجائحة.

وقالت إن الفيروس سلالة جديدة ضمن عائلة معروفة من الفيروسات تدعى ” كورونا”. تصيب الجهاز التنفسي، أي أنه يتواجد في سوائل الجهاز التنفسي مثل اللعاب والمخاط.

وتحدثت الدكتورة هند عن كيفية انتقال الفيروس، سواء عن طريق الرذاذ الملوث الناتج عن السعال والعطس، وعند لمس الأسطح الملوثة ثم لمس العينين أو الأنف والفم.

وأوضحت طرق الوقاية، وركزت على الإجراءات الاحترازية التي تعتبر الأساس في مكافحة المرض.

وتحدثت الدكتورة حنان السويدي عن جهود إمارة دبي في التصدي للجائحة منذ اللحظة الأولى لظهور فيروس كورونا، قائلة: يوم 11 آذار /مارس الحالي يكون العالم قد أكمل عاماً في مواجهة الجائحة، مشيرة إلى الدعم اللامحدود التي وفرته حكومتنا للقطاع الصحي وكوادره الطبية، من أجل مواجهة هذا التحدي العالمي. إلى جانب رسائل الطمأنة التي وجهتها قيادتنا الحكيمة للمجتمع وللعاملين في القطاع الصحي، وبالتحديد في خط الدفاع الأول، والتي كان لها الأثر الإيجابي الواسع في مشهد التلاحم الذي ظهر في الإمارات بشكل عام وفي دبي على وجه التحديد.

وأكدت الدكتورة حنان أن الدعم اللامحدود الذي وفرته حكومتنا، لم يتوقف عند التجهيزات والمستلزمات الطبية المتقدمة والأكثر تطوراً في العالم، ولم ينحصر في مجال بعينه وقطاع محدد، إذ اتسع الدعم ليشمل جميع أوجه الحياة ومقومات الأمن الصحي والحماية والوقاية، ومن بين ذلك اللقاحات، حيث كانت دولة الإمارات هي السباقة و من أولى دول العالم في توفير اللقاحات، ودبي من أولى مدن العالم في بدء التطعيم ضد كوفيد-19، حيث تمكنت دبي من توفير مجموعة متنوعة من اللقاحات ذات المأمونية والفعالية العالية  ، وهي:  (فايزر-بيونتيك، وسينوفارم، وأكسفورد-استرازينكا).

ودعت الدكتورة حنان جميع المستهدفين من التطعيم (المواطنين والمقيمين)، إلى أخذ اللقاح، حماية لأنفسهم وأسرهم والمحيطين بهم والمجتمع، وحتى تمضي الدولة في خطوات التعافي السريع من الجائحة، في الوقت نفسه أوضحت أن أكثر من نصف المجتمع حصل على اللقاح، وذلك وفق خطة استراتيجية وحملة واسعة النطاق.

كما أكدت على ضرورة وأهمية الالتزام بالموعد المحدد لأخذ الجرعة الثانية من اللقاح في الوقت الذي تحدده هيئة الصحة بدبي وذلك لتمكين الجسم من تكوين الأجسام المضادة لكي يكون اللقاح فعالاً ويوفر الحماية اللازمة.

ورداً على سؤال حول مدة صلاحية اللقاح وهل يعطى لمرة واحدة مدى الحياة، قالت من المبكر جداً تحديد مدة فعالية اللقاح، وما زالت الدراسات العالمية قائمة وسيتم الإعلان عنها في حينه.

وشددت الدكتورة حنان السويدي على ضرورة الالتزام بلبس الكمامة وأخذ جميع التدابير الاحترازية للوقاية من المرض إلى أن يتم الإعلان عن تغيرات من قبل الجهات الصحية الرسمية في الدولة، مشيرة إلى أن الأشخاص الذين أصيبوا بفيروس كورونا يمكنهم أخذ اللقاح ولكن بعد ثلاثة أشهر من التعافي من المرض. 

وأكدت أن اللقاحات تعتبر وسيلة آمنة وفعالة وتحمي من أمراض خطيرة يمكن الوقاية منها من خلال اللقاحات التي تقوم بتحفيز الجسم لبناء مقاومة لعدوى معينة وتقوية جهاز المناعة لتكوين أجسام مضادة ضد مسببات الأمراض.

الأساذ خالد الجلاف يكرّم المحاضرين

واختتمت الأمسية بنقاشات أثرت الموضوع شارك فيها كل من المؤرخ والباحث جمال بن حويرب ، المدير التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد للمعرفة ، والباحث التراثي راشد بن هاشم ، وعدد من المتخصصين والإعلاميين.