علي الأكلبي: الذكاء الاصطناعي مستقبل البشرية

مجالس

 1,568 عدد المشاهدات

دبي ـ مركز جمال بن حويرب للدراسات:

قال الباحث السعودي الدكتور علي بن ذيب الأكلبي إن الذكاء الاصطناعي دخل حياتنا في المجالات التعليمية، الصحية، التقنية والاجتماعية، وسوف يشكل مستقبل البشرية على مختلف الصعد، بكل سلبياته وإيجابياته.

جاء ذلك في أمسية نظمها مركز جمال بن حويرب للدراسات، عن بعد، مساء أمس الأول، بعنوان ” دور الذكاء الاصطناعي والبيئة الرقمية في خدمة المعرفة في التراث”، بحضور جمع من المهتمين يتقدمهم المستشار والباحث جمال بن حويرب المدير التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، الباحث التراثي راشد بن هاشم، الأديب والإعلامي محمد صالح بداه ” أبو عايدة”، والإعلامي والأديب حسين درويش وآخرون. في حين قدمه للحضور والجمهور الذي تابع الأمسية عن بعد الباحث التراثي المهندس رشاد بوخش رئيس جمعية التراث العمراني في الدولة.

أكد الأكلبي أن التراث يشكل ذاكرة الأمة، وغني بكنوز لا تنضب، وسوف تطاله برامج الذكاء الاصطناعي حالياً ومستقبلاً، فما هو هذا الذكاء الاصطناعي ، موضوع محاضرتنا هذه ؟

ويجيب المحاضر قائلاً:

– هو محاولة محاكاة ذكاء الإنسان من خلال تعليم الآلة، ويقال أنه تعليم عميق للآلة لتكون قادرة على الفهم والتعلم ذاتياً.

– ويمكن القول أن الذكاء الاصطناعي هو قدرة الآلة على اتخاذ القرار من دون تدخل بشري. ولعل هذا الأمر يشكل الهدف منه.

واستطرد المحاضر …أما المعرفة فهناك تعريف محدد ودقيق يتفق عليه الجميع ، ولكن المقصود بها هنا جميع التجارب والخبرات والأفكار والآثار الفكرية والمادية ، التي مر بها فرد أو مجموعة، وتم اكتشافها وتوثيقها وتنظيمها واتاحتها للاستفادة منها في التعلم والحضارة واتخاذ القرارات.

الدكتور علي بن ذيب الأكلبي
الدكتور علي الأكلبي

التراث والذكاء الاصطناعي

وأضاف الأكلبي: يشكل التراث ثروة حقيقية للأمم، تعمل من خلاله على حفظ هويتها ورسم مستقبلها ، ويشمل الجوانب الثقافية ، الدينية ، الاقتصادية ، السياسية الطبية والعلمية ، وكل ماله صلة بوجود الإنسان.

فالمعالم والقلاع والمباني وكل ما توارثته الأجيال عن اسلافها من عادات وتقاليد وموروثات شعبية هي مكون حقيقي للتراث الذي يحدد هوية الأمم

وهذا سبب جدير للاهتمام بتوظيف الذكاء الاصطناعي والبيئة الرقمية في اكتشاف المعرفة والمحافظة على التراث البشري

إذن:التراث هو تاريخ الأمة وهو عبارة عن مجموعة من الموروثات التي تم نقلها من جيل سابق -آباء وأجداد- إلى جيل حالي، وتبني عليه حضارتها وأمجادها وتستمر في مسيرتها، ومن أنوعه:

– موروثات مادّية مثل الأدوات والمعدّات وطريقة صناعتها،

– موروثات معنوية مثل العادات والتقاليد المعمول بها،

– موروث ديني

– موروثات ثقافية مثل العادات والتقاليد واللغة واللهجات والأدب والفنون

أما التراث العلمي فيشمل رصدا بالإنجازات والمخترعات العلمية عبر متاحف خاصة .

في حين ان التراث الحضاري يضم الأماكن التاريخية والمراحل التي مرت بها الأمم وما حصل فيها من تغيير وتطوير في المكان والعمران.

ويسهم توظيف الذكاء الاصطناعي والبيئة الرقمية في خدمة المعرفة في التراث من خلال:

-تحسين أعمال البحث والتنقيب والاكتشاف للتراث والآثار

-زيادة الإنتاج في أعمال الاكتشاف والتوثيق والتحليل والاتاحة

– استدامة أنشطة التنقيب عن الآثار وتوثيق التراث.

– سرعة الأداء الدقيق في أعمال الكشف والتعرف على الأثار والتحليل الدقيق للمعرفة المستخرجة منها .

– جودة أعمال الترميم والمعالجة الوقائية في مواعيد مناسبة مبنية على قدرات تنبؤيه حسب حالة المخطوط او المجسم أو أي مادة آثارية أخرى.

– ترشيد جهود البحث والاستكشاف وخفض تكلفة التنقيب والتعرف على فحوى الآثار المكتشفة.

وتحدث المحاضر مطولاً عن مجالات توظيف الذكاء الاصطناعي في التراث من خلال توثيق وأرشفة التراث الشفهي، توثيق الكشف عن المواقع الاثرية:

– تحديد وتصوير وتوثيق أماكنها بدقة ، من خلال التصوير الجوي ، المسح الضوئي بالليزر ، واستخدام الطائرات بدون طيار للوصول إلى الأماكن الصعبة .

كيف نستفيد من الذكاء الاصطناعي؟

أضاف المحاضر تستطيع برامج الأمن السيبراني المُدعمة بالذكاء الاصطناعي توفير حماية للبيانات والمعلومات والآثار المؤرشفة لأنها تعمل بمنهجية التعامل مع التهديدات استباقيا للكشف عن أي نشاط غير عادي في أماكن حفظ وتخزين التراث الرقمي، بحيث يمكنها إيقاف هذه التهديدات أو الإنذار بها قبل وقوع أي خطر.

الذكاء الاصطناعي يتيح الخدمات التفاعلية :

-العمل على مدار الساعة وفي أيام العطلات 24 ساعة طوال الأسبوع.

-يمكن لبرمجيات الذكاء الاصطناعي التحدث إلى الزوار وفق إعداد روبوتات الدردشة مسبقاً، والرد الآلي على استفساراتهم.

-كما يمكنها توقع احتياجات الزوار بناء على تحليل بياناتهم.

-يمكن للذكاء الاصطناعي الإجابة على الأسئلة الشائعة وتحديد ما إذا كان الزوار بحاجة إلى تدخل العامل البشري.

أيضاً يساعد الذكاء الاصطناعي على:

-تقليل استهلاك الطاقة وخفض تكاليف التشغيل وتحليلات المراقبة والتنبؤ لأنظمة الطاقة والتبريد في المعارض والمتاحف والمعامل الخاصة بها.

-يعمل الذكاء الاصطناعي بمرات مضاعفة عن القدرات البشرية في تحليل البيانات الضخمة ليتم الاستفادة منها في التخطيط للمستقبل وزيادة عمليات الإنتاج وفق حجم الطلب المتوقع بدقة .

-يساعد الذكاء الاصطناعي في القيام بعمليات الصيانة للآثار والمتاحف والمعامل التابعة لها في مواعيدها، واتخاذ القرارات اللازمة لأعمال الصيانة الوقائية قبل حدوث الضرر من خلال أتمتة الإجراءات وتحسين عمليات مراقبة الجودة المستندة إلى الذكاء الاصطناعي.

-يساعد الذكاء الاصطناعي في اتخاذ الإجراءات المناسبة عندما تحدث مشكلة جديدة، كما يحد من تأثيرها على الآثار بشكل كبير.

-يمكن للذكاء الاصطناعي في مجالات إدارة المعرفة والآثار أن يسهم في بناء تحليلات عميقة ودقيقة لاهتمامات الزوار وتاريخ الآثار وأهمية المحتوى وكذلك من خلال التعرف على معنويات الأفراد الذين يهتمون بالموروث.

الذكاء وصناعة القرار:

وتحدث المحاضر عن النظم الخبيرة والذكاء الاصطناعي، وفائدة هذه النظم، ومنها تقديم نصائح ومشورة، تفسير البيانات والمعلومات والمعارف المدخلة ، تتوقع النتائج وتساعد على التنبؤ، تبرر الاستنتاج ، تساعد في صنع القراروتعطي احتمالات وبدائل.

ثم تطرق إلى موضوع الروبوتات قائلاً:

هي آلات مزودة بخوارزميات وحساسات متصلة بالحواسيب عبر شبكة الإنترنت تتلقى الأوامر من البشر.

وفي المرحلة الحالية تم تطوير قدرات الروبوتات وتمت برمجتها لتكون قادرة على تحليل البيانات ومن ثم اتخاذ القرارات من دون تدخل مباشر ضمن اطار حدده الانسان حتى لا يفقد السيطرة على هذه الروبوتات.

وتعمل في أشكال مختلفة مثل:

الانسان الآلي

•       مكينة الخدمة الذاتية

السيارات ذاتية القيادة

المساعد في العمليات الدقيقة في الحفر والتنقيب

الخلاصة أن ثورة الروبوتات ستغير بشكل أساسي طبيعة الأعمال التي كنا نعرفها.

إذن الروبوتات

هي عبارة عن آلات تعمل بواسطة الذكاء الاصطناعي للقيام بأعمال معينة بناء على أومر تتلقاها من خلال خوارزميات برمجية داخلها متصلة بالحاسب الآلي.

وقد تطورت هذه الروبوتات بفضل الذكاء الاصطناعي من مستوى تعليم مسبق ومبرمج ، إلى القدرة على التعلم الذاتي وفق اعدادات برمجية تسمح لها بالقيام بعدة محاولات ورصد نتائجها وتحليلها لاكتشاف الخطاء وحذفه والصواب وادراجه في مسار العمل.

ويمكن لهذه الروبوتات العمل في رفع الأثار الثقيلة او الحفر او التنقيب في أماكن ضيقة او عميقة ، كما يمكن أن تقوم بعمليات النقل وغيرها من الأعمال الشاقة او الخطرة نيابة عن الانسان الذي يتفرغ للإشراف والمتابعة والبرمجة والدعم الفني

يتم تعليم الروبوتات بواسطة الذكاء الاصطناعي من خلال إنشاء أمثلة تدريبية للتأكد من أداء الروبوت وقدرته على التعامل الصحيح وفق البيانات التي يلتقطها عبر المستشعرات التي هي على هيئة حواس ادراكية تجمع البيانات،

مثل المستشعر الذي يقوم بمهمة الحاسة البصرية على سبيل المثال فانه يساعد في التعرف على الأشياء وقبولها ورفضها مثل الغبار والتضاريس الوعرة

الروبوتات قادرة بفضل الذكاء الاصطناعي على القيام بمعظم المهن الخطرة التي تهدد حياة الانسان.

الذكاء الاصطناعي في إدارة الآثار

أكد الأكلبي أن الذكاء الاصطناعي يقدم المعلومات المحدثة والمعرفة اللازمة لأداء العاملين في القطاع بقدرات فائقة . كما

يقدم الدعم والمساندة لزوار الآثار من خلال برمجيات الشات بوت الدردشة الروبوتية التي تستطيع الرد على أسئلتهم .

وتساعد في توجيه الزوار حسب مجالات اهتمامهم للمقتنيات او الاثار الأهم بالنسبة لهم . ويسرع أداء الأعمال ، إضافة إلى أنه

يتعرف على مدى رضى الزوار ، و يساعد في تمييز أنواع الآثار وتوجيهها للعرض في الفئة او المكان الأنسب .

•       وأضاف …أن الذكاء الاصطناعي يرفع عائدات السياحة الموجهة من خلال:

•      قدرته على التعرف على ميول الزوار في الوجهة السياحية الأفضل حسب نوع وتاريخ الآثار.

•      يرصد قدرة الزوار المالية للتخطيط الجيد لأسعار الخدمات

•      يتعرف على الفئة الأنسب لكل وجهة

•      يوجه الرسالة الاعلانية المفضلة في الوقت الأنسب

•      يعمل على مدار الساعة

•      يقوم بخدمات تسجيل الدخول والمغادرة

•      يقوم بالتعرف على الصوت والوجه للزائر

•      الاستفادة منه في الواقع الافتراضي لايصال الزوار عن بعد بالوجهة الآثارية المفضلة.

الخوارزمي

وتحدث المحاضر عن الخوارزمي مثلا على المعرفة البشرية وتطورها عبر ممكنات البيئة الرقمية والذكاء الاصطناعي في رصد الآثار كرصيد معرفي وقال:

محمد بن موسى الخوارزمي هو عالم الرياضيات والفلك والجغرافيا،

وتنسب إليه الخوارزميات المستخدمة في الرياضيات وبرمجة الحاسب الآلي، ثم برمجة الذكاء الاصطناعي.

وتطرق الأكلبي إلىمتطلبات توظيف الذكاء الاصطناعي في بيئة العمل الذكية قائلاً إن منها :

– إنترنت الأشياء

تساعد تطبيقات إنترنت الأشياء في التحكم بالأشياء عن بعد واستخدام حقيقي للبيانات في ارسال او استقبال لها عبر شبكة الإنترنت.

وأنترنت الأشياء هي القناة التي تقوم بإيصال الأوامر وتلقي الاستجابات بين من يصد الأوامر والأشياء التي تتلقاها

وتمكن إنترنت الأشياء الإنسان من إدارة الأشياء والتحكم بها من خلال الإنترنت دون الحاجة لتواجده في نفس المكان، ومن دون تدخله المباشر في الكثير من الأحيان إذا قام بإعطاء التعليمات مسبقا.

ويمكن لـ انترنت الأشياء أن تعمل من خلال استخدام الهواتف الذكية والأجهزة الكفية الأخرى وأجيال من خدمات نقل البيانات عبر الهاتف بالإضافة إلى استخدام البرمجيات التي تعتمد على نظام الأقمار الصناعية او المستشعرات عن بعد .

•       التخزين السحابي

تعمل خدمات التخزين السحابي المختلفة ، على توفير بدائل مبتكرة تحفظ الملفات والمعلومات وتنظمها في مكان واحد على الإنترنت، يُمكن الوصول إليها في أي مكان، وباستخدام أي جهاز، ومشاركتها مع أي مستخدم آخر.

لماذا نحتاج الذكاء الاصطناعي؟؟

أكد الأكلبي أن الذكاء الاصطناعي لم يعد خبرا يحتمل الصدق او الكذب، ولم يعد ترفا يحتاجه البعض فقط .

لقد دخل الذكاء الاصطناعي في معظم المجالات حيث بمقدوره :

•      معالجة كميات ضخمة من البيانات فورا وبدقة متناهية

•      يستطيع كل شيء مزود بتقنية الدكاء الاصطناعي تأدية مهامه المبرمجة والتي تم برمجته ليؤديها وفق خوارزمية ووفق منهجية وأساليب معدة سلفا وفق ما يعرف بتعلم الآلة

•      كما يمكنه التفكير والاستنتاج واتخاذ قرارات جديدة لم تعد له مسبقا بناء على تطوير قدراته على التعلم العميق.

•      يساعد في زيادة الإنتاجية

•     يحل محل الانسان في الأعمال الخطرة والشاقة

•      يساعد على التنبؤ الدقيق عبر جمع وتحليل البيانات وفهم نتائجها

يساعد في الأعمال الروتينية

إيجابيات استخدام الذكاء الاصطناعي

جدولة المهام، وفحص المعاملات.

يساعد في التحليلات التنبؤية. 

تنفيذ المهام الشاقة أو الخطرة.

تساعد أدوات وبرامج الذكاء الاصطناعي في صنع القرارات

التعرف البصري والصوتي على الآثار.

واختتم المحاضر حديثه عن أهم التحديات التي تواجه تطبيق برامج الأمن الاصطناعي ، قائلاً إنها تتمثل في :

تحديات أمنية رقمية وأخرى مالية ومعرفية ، بشرية وثقافية .