1,742 عدد المشاهدات
أكد الباحث والأديب عبد العزيز الشحي رئيس مركز الوثائق التاريخية التابع لإدارة التراث العمراني والأثار ببلدية دبي أن ما نشاهده اليوم في إمارة دبي من تطور وازدهار قل نظيرهما، ووضعا الإمارة على خريطة العالم الأول ، إنما يعود الفضل في كل هدا إلى أسرة آل مكتوم الكرام التي تحكم دبي مند العام 1833م.
جاء ذلك في أمسية تراثية متميزة نظمها مركز جمال بن حويرب للدراسات مساء أمس الأول بعنوان (نوادر من مركز الوثائق التاريخية في دبي) ، قدم المحاضر خلالها الباحث والأديب رشاد محمد بوخش ، رئيس جمعية التراث العمراني في الدولة ، بحضور كوكبة من الأدباء والباحثين والمهتمين.
ابتدأ عبد العزيز الشحي محاضرته بالقول أنه انطلاقاً من رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد نائب رئيس الدولة ، رئيس مجلس الوزراء ، رعاه الله، في كون «الحفاظ على تراثنا وثقافتنا التي توارثناها عبر الأجيال، وما قدمته لنا من إرث فكري وإبداعي مسؤولية وطنية وتاريخية نحملها اليوم وسيحملها أبناؤنا وأحفادنا» ، أنشأت بلدية دبي، ممثلة بإدارة التراث العمراني، مركز دبي للوثائق التاريخية عام 2016، في حي الشندغة بالمنطقة التراثية التاريخية الكائنة على ضفاف خور دبي، وليس بعيداً عن متحف دبي في منطقة الفهيدي.. نافدة على التراث والمستقبل
وقال المحاضر يعتبر مركز الوثائق التاريخية بدبي نافذة تراثية مهمة لتاريخ المنطقة، ويعد إشعاعاً ثقافياً وحضارياً في مجال التوثيق التاريخي. وقد تم تشييد مبناه بملامح تراثية ليكون مرآة للتراث في حي الشندغة التاريخي، إذ أنشأته بلدية دبي من أجل حفظ وتوثيق الوثائق والسجلات القديمة والنادرة التي تؤرخ لمراحل تطور المدينة في مختلف المجالات، ولحفظ الإنجازات الحضارية لإمارة دبي على مر العصور حتى الوقت المعاصر، وذلك للنهوض بالهمم وإيجاد الدافعية عند الأجيال في العطاء والبناء وحفظ ما تم إنجازه .
وأضاف الشحي يقع المركز في منطقة الشندغة التاريخية، ويعتبر الأول من نوعه على مستوى الإمارة في منهجية عرضه للوثائق بطريقة المتاحف، وهو مركز يتبنى أفضل الممارسات في حفظ الوثائق وتجميعها وتنظيمها وتصنيفها وترميزها وفق منهجية التوثيق المعمول بها عالمياً في هذا المجال وإتاحتها للباحثين والمهتمين ولكل من يرغب في التعرف على تاريخ الإمارة.
وقال على الرغم من أن مركز الوثائق التاريخية في دبي الأحدث في الدولة، فإنه يتميز باختلاف مقتنياته، و ينفرد بإطلالة ساحرة تجمعه في إحدى واجهاتها بالبيئة البحرية عبر خور دبي، في حين تحتضنه البيئة الصحراوية، التي يحيل إليها الطراز المعماري المهيمن على عموم المكان .
وتمَّ اختيار منزلين تاريخيين في الشندغة لإقامة المركز، يعودان للمواطنيْن علي بن حزيم، وأحمد بن زايد، تبلغ مساحتهما 2650 قدماً مربعة. ويضمان غرفاً عدة، حيث يتكوّن البيت الأول من أربع غرف في الدور الأرضي، وليوانين وسلم صاعد إلى الدور العلوي، الذي يتكوّن من غرف عدة، وليوان ممتد يشمل كلَّ الغرف. أمَّا البيت الثاني فهو عبارة عن فناء كبير في الوسط وتحيط به ست غرف وليوان عند المدخل، وليوان آخر عند الجهة الغربية الجنوبية من الدور الأرضي. أمَّا الدور العلوي فَيُصْعَدُ إليه بسلم، حيث توجد غرفة واحدة كبيرة يظللها الليوان. وفي عام 2016م، عندما قامت إدارة التراث العمراني والآثار ببلدية دبي بتحويل البيتين إلى مركز دبي للوثائق التاريخية، استخدمت غرف الدور الأرضي لعرض الوثائق وحفظها، والدور العلوي لغرف الإدارة وقاعة للباحثين .
البدايات الأولى
ووفقاً لما أورده الشحي، بدأ المركز بألف وثيقة، ويضمُّ اليوم أكثر من 100 ألف وثيقة، استفاد منها مئات الطلبة الذين يحضرون للدراسات العليا «الماجستير والدكتوراه»، وكذلك عشرات الباحثين والمتخصصين. وقد نظَّم المركز أكثر من 13 معرضاً ، منها معرض في جامعة زايد، وآخر في المدرسة الأهلية الخيرية، وثالث في جامعة الشارقة على هامش مؤتمر العلوم عند العرب والمسلمين، تمَّ خلالها إلقاء الضوء على محتويات المركز، وأهمية الوثائق في إبراز التاريخ .
ومن بين اهتمامات المركز، تنظيم ورش عمل لترميم الوثائق التاريخية، وقد تعاون في ذلك مع مركز جمعة الماجد، وتنظيم معرضين متخصصين عن الوثائق التي تملكها بعض الأسر الكبيرة والمعروفة في دبي؛ الأول في عام 2017 عن وثائق عائلة المنصوري، وقد تمَّ تنظيمه بإشراف الأستاذ أحمد عبيد المنصوري، واستمر عاماً كاملاً، والثاني عن وثائق أسرة السركال، بإشراف السيد ناصر السركال، ويضم نحو 100 وثيقة وصورة ويستمرُّ حتى نهاية العام الجاري .
وأسهم المركز في دراسات وبحوث عدة، كما أكّد الشحي، منها «كتاب بلدية دبي – وثائق تاريخية» الذي ستصدر منه الطبعة الثانية خلال العام الجاري، إضافة إلى دراسة حول كتاب « الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم – وثائق تاريخية»، وهناك كتاب عن وثائق أسرة السركال، وآخر عن وثائق عائلة المنصوري، وكلاهما قيد الطباعة .
وحول التعاون بين المركز والمراكز المشابهة في الدولة، قال الشحي: «هدفنا يتجلّى في الحفاظ على تراثنا ومنحه الاهتمام والرعاية الكاملة كونها تمثّل جزءاً محوريّاً من تاريخ الدولة، والتعاون قائم بيننا وبين مراكز الوثائق التاريخية، ودارة الشيخ سلطان في الشارقة، ومركز الوثائق التاريخية في رأس الخيمة، ومركز الأرشيف الوطني في أبوظبي الدي يتولى الإشراف على جميع المراكز التراثية في الدولة .
وعلى مستوى الخليج العربي لدينا تعاون وتنسيق مع مركزي الوثائق في البحرين ومسقط، إضافة إلى مركز الوثائق الخاص بمجلس التعاون الخليجي، وهناك أفكار لربط المراكز الخليجية ببعضها .
دعوة إلى التوثيق
ودعا عبدالعزيز الشحي الدوائر والهيئات الحكومية المحلية، والأشخاص والأعيان الذين يملكون وثائق خاصة عن إمارة دبي، إلى أن يتقدموا بها إلى المركز، لعرضها في إطار حفل سنوي يقيمه المركز للتعرُّف إلى هذه الوثائق وما تحمله من أهمية قصوى في تاريخ الإمارة، الذي نحرص على جمعه وتوثيقه، في إطار التوجيهات السامية لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الذي تفقَّد منطقة الشندغة التراثية مرات عدة في سياق عملية التطوير الحضاري للمناطق التراثية في الإمارة، بما يليق بمكانتها التي تشهد على مرحلة مهمَّة من تاريخ دبي، لمعاصرتها البدايات الأولى لنهضتها الحديثة، حيث كانت المهد الذي انطلقت منه إنجازاتها المعاصرة .
وقد أكّد سموه على أهمية الحفاظ على المواقع التراثية، ومنحها الاهتمام والرعاية الكاملة كونها تمثّل جزءاً محوريّاً من تاريخ الإمارة ودولة الإمارات على وجه العموم؛ إذ تمثِّل تلك المناطق الجسر الذي يربط الأجيال الحالية والقادمة بتاريخهم وثقافتهم الأصيلة، وهي العناصر التي تمثّل الركيزة الأساسية التي ننطلق منها نحو المستقبل .
واستشهد الشحي بقول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد: «الحداثة والمعاصرة لا تكتمل إلا باستيعاب التاريخ والتعلّم من دروسه والاحتفاء بما منحه إيّانا من شواهد تنقل لنا صورة الماضي الذي عاشه آباؤنا وأجدادنا وكيف صنعوا البدايات الأولى لنهضتنا الحديثة… الحفاظ على تراثنا الحضاري وثقافتنا التي توارثناها عبر الأجيال وما قدّمته لنا من إرث فكري وإبداعي مسؤولية وطنية وتاريخية نحملها اليوم وسيحملها أبناؤنا وأحفادنا “.
واختتم الشحي قائلاً: «يتبنى المركز أفضل الممارسات في إعداد وتنفيذ برامج ترميز وفهرسة وحفظ وتنظيم تداول الوثائق التاريخية وإتاحتها للباحثين». وشدد على الجهود المتواصلة للبلدية في تجميع هذه الوثائق القيّمة، التي يمكن أن تساعد على توثيق تاريخ دبي والإمارات العربية المتحدة، كما أكد أهمية الوثائق في إبراز التاريخ، وإعطائه جانباً ملموساً وأكثر مصداقية، قائلاً: كانت بلدية دبي سباقة في إنشاء مركز خاص بتجميع الوثائق التاريخية، ولدينا حتى الآن، أكثر من 100 ألف وثيقة تاريخية، يستفيد منها الباحثون والطلبة في دراستهم حول تاريخ الإمارات، ويستخدمونها مراجع وأدلة .
معلومات عن مركز الوثائق في دبي
تم افتتاح المركز بتاريخ 14 ديسمبر 2016م.
يضم المركز قاعات العرض الدائم للوثائق التاريخية حسب التالي:
1- قاعة الشندغة .
2- قاعة آل مكتوم.
3- قاعة الوثائق الاقتصادية.
4- قاعة الوثائق الإدارية.
5- قاعة صور دبي القديمة.
6- قاعة الخرائط القديمة.
7- قاعة الصحف والمجلات.
8- قاعة الأختام والتواقيع.
أهداف المركز:
1 – جمع واقتناء الوثائق التاريخية الخاصة بإمارة دبي.
2- الإشراف على ترميم الوثائق التاريخية والحفاظ عليها من التلف والضياع.
3- اعداد الدراسات التاريخية والوثائقية عن إمارة دبي.
4- تبني أفضل الممارسات في إعداد وتنفيذ البرامج الخاصة بترميز وفهرسة
وحفظ وتنظيم تداول الوثائق التاريخية وإتاحتها للباحثين.
5- إعداد خطط للتوعية الثقافية بأهمية الوثائق التاريخية وحفظها من الضياع.
6- المشاركة في المؤتمرات والندوات وورشات العمل الخاصة بالوثائق التاريخية.
عبد العزيز الشحي في سطور
*ماجستير في التاريخ الحديث والمعاصر
* رئيس مركز الوثائق التاريخية التابع لإدارة التراث العمراني -بلدية دبي.
من كتبه:
تاريخ المدافع في دولة الإمارات بالاشتراك مع مجموعة من الباحثين سنة 2003م.
الصراع العثماني الإنجليزي في منطقة الخليج العربي من خلال الوثائق العثمانية -باللغة التركية – رسالة الماجستير-غير منشور.
الشاعر مبارك بن حمد العقيلي.
بيت السعف في دولة الإمارات.
الناحية القيمية في العمارة المحلية.
معاني أسماء مناطق دبي التاريخية.
بلدية دبي – وثائق تاريخية بالاشتراك مع مجموعة من الباحثين