أسئلة وردت لمجلة مدارات ونقوش العدد 1

سين جيم مجلة مدارات ونقوش - العدد 1

 1,002 عدد المشاهدات

هذه أسئلة وردت إلى الأستاذ جمال بن حويرب من خلال حسابات التواصل الاجتماعي وقد أجاب عنها بما يلي

* السؤال الأول : ما هو السنبوك؟ وهل هي مفردة عربية؟
ع.ع

الجواب: السنبوك والسنبوق والصنبوق وشبوق كلها وردت في كتب الأولين و الجاحظ في كتابه «فخر البيضان على السودان « أول من ذكرها في المصادر القديمة التي وصلت إلينا وقد تكون المفردة أقدم من ذلك لأن عادة استخدام المفردات يمر عليها مدة من الزمن فقال: « إنّ ملك الزنج إذا غضب على أهل مملكته ولم يتّقوه بالخراج، بعث ألف سنبوقة في كلّ سنبوقة ألف رجل » ، ويلاحظ من نص الجاحظ أنّ الاسم القديم هو سنبوقة بالقاف والتاء. ثم مع الأيام والاستخدام الكثير والاختلاط مع الأعاجم أبدلت القاف كافاً وحذفت التاء كذلك قوله «في كل سنبوقة ألف رجل » يدل على أمرين؛ إما أن السنبوك في ذلك الوقت يطلق على السفن الكبيرة التي تحمل هذا العدد الكبير من الناس ثم تغيرت أنواع السفن وتم إطلاق الاسم على السفن الصغيرة، وهذا ما يدل عليه استعمال أهلنا أهل البحر ويعضده ما جاء في تفسير معناه في المعاجم المتأخرة بأنه زورق صغير، أو أنّ الجاحظ روى الرواية كما سمعها ولم ينتبه إلى الخطأ الوارد فيها فنقلها على علاتها. وقد وردت مفردة السنبوك بالكاف في عدة معاجم متأخرة عن عصر الجاحظ. هذا وقد اختُلف في أصل الكلمة فقيل: إنها يونانية، وقيل: إنها فارسية، وقيل: إنها أفريقية، وقيل غير ذلك. ولكن الأقرب الذي أراه هو ما ذهب إليه الزبيدي صاحب تاج العروس إذ يقول: «السنْبُوقُ، كعُصْفُورٍ أَهْمَله الجَماعَةُ، وقالَ الصّاغانِيّ: زَوْرَقٌ صَغِيرٌ يَعْمَلُ في سَواحِل البَحْرِ، قال: وهي لُغَةُ جَمِيع أهْلِ سَواحِلِ بَحْرِ اليَمَنِ. قلتُ: وفي أَصاَلةِ نونِه نظَر، وقالَ الصّاغانِي في التكملة: هو فُنْعُول، من السَّبْقِ ». وعلى هذا التأصيل فإنّ صاحب التاج وقبله الصاغاني اعتمدا أن المفردة عربية وتكون النون زائدة ولا داعي إذن أن نتكلف أصلا لهذه المفردة غير العربية بغير دليل

السؤال الثاني: وردتني رسالة مكتوب فيها جُمَل عربية بغير نقط ليبرهن كاتبها أن النقط على الحروف تم استخدامها للأعاجم والعرب لا يحتاجون إليها فهل هذا صحيح؟
خ.ر سلطنة عُمان

الجواب: لم يعرف العرب الإعجام وهو وضع النقط على الحروف على قلة عدد من يعرف الكتابة بينهم؛ لأنهم يعتمدون على الحفظ فلم يحتاجوا إليه إلا بعد اتساع الدولة الإسلامية ودخول كثير من غير العرب في الإسلام فبدأ العلماء بوضع حلٍّ مفيدٍ وسريعٍ ليتم التمييز بين الحروف المهملة والمعجمة وهي الباء والتاء والثاء والراء والزاء والحاء والخاء والجيم والفاء والقاف والظاء والطاء وتقع الياء بحالتين، وحقيقة الأمر أن القارئ العربي المتمكن يستطيع قراءة الكتابة بدون نقط ويفهمها كما كان عليه العرب وهذه الورقة المكتوبة بدون نقط جربها عدد كبير من العرب من خال وصولها إليهم عن طريق التطبيق ) واتساب ( مما يدل على أنهم يستطيعون القراءة ولو كانت الحروف مهملة؛ لأن العقل يحفظ هذه المفردات إلا إذا كانت مفردة لم يخزنها العقل بعد، ويدل على ما ذكرنا قول القلقشندي (ت 821 ه) في كتابه صبح الأعشى عن عهود الملوك:
«جرت العادة أن تكون كتابة العهد من أوله إلى آخره من غير نقط ولا شكل، وعليه عمل الكتاب إلى آخر وقت.
قلت: هذا بناءً على المذهب الراجح في أن المكاتبة إلى الرئيس تكون من غير إعجام ولا ضبط لما في الإعجام والضبط من استجهال المكتوب إليه ونسبته للغباوة وقلة الفهم .»

السؤال الثالث: هل شخصية البهلول وقصصه مع هارون الرشيد حقيقة أم من خيال الرواة ؟

عبدالله الصلال – العراق

الجواب: شخصية البُهلول بن عمرو حقيقة وليست خيالًا أما قصصه مع هارون الرشيد التي أولع بها بعض الوعّاظ ومن يريد الحط من مكانة الخليفة العباسي فأكثرها من الكذب الصريح كما فعلوا في حكايات جحا وغيرهما من الأعلام عبر التاريخ، يقول الإمام الذهبي في (تاريخ الإسلام): «وُسْوس فِي عقله، وما أظنه اخْتَلَطَ، أو قد كان يَصْحُو فِي وقت، فهو مَعْدُودٌ فِي عقلاء المجانين، له كَلامٌ حَسَنٌ، وَحِكَايَاتٌ، وَيُرْوَى أَنَّ اْلبُهْلُولَ مَرَّ بِهِ الرَّشِيدُ، فقام وناداه ووعظه، فأمر له بمال، فقال: ما كنت لُأسَوِّدَ وَجْهَ المَوْعِظَة ». وقال الصفدي في (الوافي بالوفيات) : «بُهلول بن عمرو، أبو وهيب الصيرفي المجنون؛ من أهل الكوفة، حدث عن أيمن بن نابل وعمرو بن دينار وعاصم بن أبي النجود؛ وكان من عقلاء المجانين، وسوس، له كلام مليح ونوادر وأشعار، استقدمه الرشيد أو غيره من الخلفاء ليسمع كلامه. توفي في حدود التسعين والمائة. قال الشيخ شمس الدين وما تعرضوا له بجرح ولا تعديل » أيضاً له بعض الأشعار رويت عنه وقصص كثيرة أصبحت من الأدب الشعبي خاصة في العراق حتى أصبح اسم البهلول رمزاً للمجنون عند العامة ومعناه في الفصحى الرجل الحييّ الكريم.