1,788 عدد المشاهدات
الكاتب : أ. جمال بن حويرب
العجوة تمر لذيذ من المدينة المنورة، يضرب لونه إلى السواد كما قال ابن الأثير وغيره من العلماء وهو نفسه الذي نشتريه اليوم وأكثر أهل العلم يقولون إنَّ “عجوة” رقم اثنين، وهي أصغر من رقم واحد، هي العجوة التي غرسها رسول الله بيده كما ذكره الرواة ورغَّب في أكلها من السحر والسم وجاء في الحديث : “إنَّ في عجوة العالية ترياقاً” والترياق ما يدفع به السموم، ولم يفسر أهل اللغة معنى “العجوة” ولعله معلوم لديهم فأهملوه وما احتاجوا إلى شرحه. وسأجتهد في الوصول إلى المعنى الأقرب في اشتقاقه، حيث إنَّ مادته من “عجو” أو “عجي” يدلُّ على وَهْن في شيء؛ إما حادثاً وإمّا خِلقة كما قال صاحب (مقاييس اللغة) ومنه قيل للمرضع قليلة اللبن فتؤخر الرضاعة عن طفلها وتعاجيه بشيء أي تعلله به ساعة فيصيب الطفل من ذلك الوهن، ولعلَّ أمهات المدينة كنَّ يعاجين أطفالهن بهذا التمر فسمي “عجوة” ويدل عليه أن نُقل إلينا بصيغة المصدر بفتح العين والاسم بضمها أو أنه كان يصبّر به المرء نفسه فيعاجيها إذا جاع كما تفعل الأمهات بالرضّع، وتمر “العجوة” من أفضل تمور المدينة، وقد أثبتت الدراسات الحديثة أنَّ فيه قيمة غذائية كبيرة، وكان يهود المدينة يزرعونه ويحرصون عليه وقيل قدموا به من الشام، والله أعلم.
لقراءة المزيد تفضلوا بزيارة الرابط: